القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي

الإهداءات
  • غزل من من قلب الغزل ..:
    ضياءٌ شعَّ من أرض المدينة و زُفَّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة سبطه الأول الإمام المجتبى (ع).✨💚
  • غزل من قلب الغزل:
    "يارب دائمًا اعطنّي على قد نيتي وسخر لي الأشخاص اللي يشبهون قلبي🌿✨. .
  • غزل من قلب الغزل:
    مارس الرحمة قدر المُستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفهُ حولك.💐
  • غزل من قلب الغزل:
    اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا ♥️😌
بقيت فلسطين كجزء من بلاد الشام تابعة للحكم العثماني إلى الحرب العالمية الأولى. ومنذئذ خضعت للانتداب البريطاني
الذي تحالف مع الحركة الصهيونية، وعملا معا على إنشاء «الوطن القومي اليهودي» فوق أرض فلسطين.
فعارضت الحركة الوطنية الفلسطينية منذ البداية التسرب والتمركز الصهيوني بالمنطقة، كما نددت بالغزو الاستعماري للبلاد.
وبعد قيام «إسرائيل»، وتزايد ارتباطها بالإمبريالية الغربية، برز الصراع العربي الإسرائيلي الذي تبلور في مواجهات
مسلحة ودبلوماسية تطورت لتصبح معها القضية الفلسطينية قضية دولية، وظهرت منظمة التحرير الفلسطينية لتقود نضال الشعب الفلسطيني.
 
  • بادئ الموضوع
  • #2
بقيت فلسطين كجزء من بلاد الشام تابعة للحكم العثماني إلى الحرب العالمية الأولى. ومنذئذ خضعت للانتداب البريطاني
الذي تحالف مع الحركة الصهيونية، وعملا معا على إنشاء «الوطن القومي اليهودي» فوق أرض فلسطين.
فعارضت الحركة الوطنية الفلسطينية منذ البداية التسرب والتمركز الصهيوني بالمنطقة، كما نددت بالغزو الاستعماري للبلاد.
وبعد قيام «إسرائيل»، وتزايد ارتباطها بالإمبريالية الغربية، برز الصراع العربي الإسرائيلي الذي تبلور في مواجهات
مسلحة ودبلوماسية تطورت لتصبح معها القضية الفلسطينية قضية دولية، وظهرت منظمة التحرير الفلسطينية لتقود نضال الشعب الفلسطيني.

جذور القضية الفلسطينية​

دعا منظرو الحركة الصهيونية منذ القرن التاسع عشر إلى جمع شتات اليهود، وإحياء اللغة العبرية والعودة إلى أرض فلسطين
للاستيطان بها. كما آمنوا بأن اليهود شعب واحد، دائم الوجود. وساعد كبار الرأسماليين اليهود المتفرقين في
عدة دول أوروبية على إحياء الحركة الصهيونية، وتموينها بالأموال الكافية لتغلب على الصعوبات،
ولتفرض نفسها فوق «أرض الميعاد».

تسرب الصهيونية إلى فلسطين​

تحالفت الحركة الصهيونية الناشئة مع حكومات الدول الكبرى الاستعمارية، والتي تداخلت مصالحها مع مصالح الرأسمال الصهيوني،
فسمحت بريطانيا لليهود وللمصالح الصهيونية بالاستيطان في فلسطين، في إطار تدخلاتها الاستعمارية في أراضي الإمبراطورية العثمانية.

فأنشئ «المصرف الاستعماري اليهودي» بلندن، و «الصندوق القومي اليهودي» لشراء الأراضي
وتسجيلها كملكية أبدية للشعب اليهودي. وفي مطلع القرن العشرين أقيمت «الشركة اليهودية»
لتصفية أموال اليهود غير المنقولة والعمل على نقلها، مع رؤوس الأموال لبناء المساكن
وشراء الأراضي وتنظيم التجارة بفلسطين. ورصد للشركة عند تأسيسها ما مقداره 200 مليون دولار،
واستقرت بلندن لتكون تحت الحماية القانونية لبريطانيا العظمى.
 
  • بادئ الموضوع
  • #3

جذور القضية الفلسطينية​

دعا منظرو الحركة الصهيونية منذ القرن التاسع عشر إلى جمع شتات اليهود، وإحياء اللغة العبرية والعودة إلى أرض فلسطين
للاستيطان بها. كما آمنوا بأن اليهود شعب واحد، دائم الوجود. وساعد كبار الرأسماليين اليهود المتفرقين في
عدة دول أوروبية على إحياء الحركة الصهيونية، وتموينها بالأموال الكافية لتغلب على الصعوبات،
ولتفرض نفسها فوق «أرض الميعاد».

تسرب الصهيونية إلى فلسطين​

تحالفت الحركة الصهيونية الناشئة مع حكومات الدول الكبرى الاستعمارية، والتي تداخلت مصالحها مع مصالح الرأسمال الصهيوني،
فسمحت بريطانيا لليهود وللمصالح الصهيونية بالاستيطان في فلسطين، في إطار تدخلاتها الاستعمارية في أراضي الإمبراطورية العثمانية.

فأنشئ «المصرف الاستعماري اليهودي» بلندن، و «الصندوق القومي اليهودي» لشراء الأراضي
وتسجيلها كملكية أبدية للشعب اليهودي. وفي مطلع القرن العشرين أقيمت «الشركة اليهودية»
لتصفية أموال اليهود غير المنقولة والعمل على نقلها، مع رؤوس الأموال لبناء المساكن
وشراء الأراضي وتنظيم التجارة بفلسطين. ورصد للشركة عند تأسيسها ما مقداره 200 مليون دولار،
واستقرت بلندن لتكون تحت الحماية القانونية لبريطانيا العظمى.
كما فتحت فروع للبنك «أنجلو-فلسيطني» في المدن الفلسطينية الرئيسية وفي كل من بيروت واستانبول، وأقيمت مدارس استعملت فيها اللغة العبرية لأول مرة. وسهر «مكتب فلسطين» التابع للمنظمة الصهيونية على عمليات الاستحواذ على الأراضي، واستيطان اليهود في مزارع تعاونية تحمل اسم «كيبوتزات».

وانتقل عدد اليهود المقيمين بأرض فلسطين من 50 ألف نسمة عند نهاية القرن التاسع عشر إلى 150 ألف نسمة مع نهاية الحرب العالمية الأولى. كما انتقلت مساحة الملكيات الزراعية اليهودية من 25.000 دونم إلى قرابة 200 ألف دونم (دونم يعادل 1000 متر مربع) . ومع ذلك لم يشكل اليهود المستوطنون لفلسطين سوي %8 من مجموع سكانها، ولم يملكوا سوى %2.5 من أراضيها. وقد اشترت المنظمات اليهودية الأراضي من الملاكين الغائبين ومن الحكومة العثمانية، التي كانت تبيع أراضي العاجزين عن أداء الضرائب من الفلاحين، وكذا من الملاكين الفلسطينيين المسيحيين وبعض العائلات العربية المسلمة والمعدمة.
 
  • بادئ الموضوع
  • #4
كما فتحت فروع للبنك «أنجلو-فلسيطني» في المدن الفلسطينية الرئيسية وفي كل من بيروت واستانبول، وأقيمت مدارس استعملت فيها اللغة العبرية لأول مرة. وسهر «مكتب فلسطين» التابع للمنظمة الصهيونية على عمليات الاستحواذ على الأراضي، واستيطان اليهود في مزارع تعاونية تحمل اسم «كيبوتزات».

وانتقل عدد اليهود المقيمين بأرض فلسطين من 50 ألف نسمة عند نهاية القرن التاسع عشر إلى 150 ألف نسمة مع نهاية الحرب العالمية الأولى. كما انتقلت مساحة الملكيات الزراعية اليهودية من 25.000 دونم إلى قرابة 200 ألف دونم (دونم يعادل 1000 متر مربع) . ومع ذلك لم يشكل اليهود المستوطنون لفلسطين سوي %8 من مجموع سكانها، ولم يملكوا سوى %2.5 من أراضيها. وقد اشترت المنظمات اليهودية الأراضي من الملاكين الغائبين ومن الحكومة العثمانية، التي كانت تبيع أراضي العاجزين عن أداء الضرائب من الفلاحين، وكذا من الملاكين الفلسطينيين المسيحيين وبعض العائلات العربية المسلمة والمعدمة.
وساعدت الحرب العالمية الأولى الحركة الصهيونية، بوقوف معظم الأطراف المشاركة في الحرب إلى جانبها وتقديمهم الوعود لها مقابل دعم الاحتكارات الرأسمالية اليهودية لهذا الطرف أو ذاك، فانفردت بريطانيا بالمبادرة، وانساقت وراء البرنامج الصهيوني في توطيد استراتيجيتها بالمشرق العربي وإجهاض الحركة القومية العربية، ووراء السعي في الحيلولة دون احتواء الحركة الصهيونية من طرف الامبريالية الألمانية، ثم الاستفادة ممن استمالتهم من اليهود لنصرة قضية الحلفاء وخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية؛ فأصدرت وعد بلفور في خضم الحرب وذلك يوم 2 نوفمبر سنة 1917.

إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين. وستبذل أفضل مساعيها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهم جليا أنه لن يُسمح بأي إجراء يلحق الضرر بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها المجتمعات غير اليهودية القائمة في فلسطين، ولا بالحقوق أو بالمركز السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.
التوقيع : بلفور وزير خارجية بريطانيا
 
  • بادئ الموضوع
  • #5
وساعدت الحرب العالمية الأولى الحركة الصهيونية، بوقوف معظم الأطراف المشاركة في الحرب إلى جانبها وتقديمهم الوعود لها مقابل دعم الاحتكارات الرأسمالية اليهودية لهذا الطرف أو ذاك، فانفردت بريطانيا بالمبادرة، وانساقت وراء البرنامج الصهيوني في توطيد استراتيجيتها بالمشرق العربي وإجهاض الحركة القومية العربية، ووراء السعي في الحيلولة دون احتواء الحركة الصهيونية من طرف الامبريالية الألمانية، ثم الاستفادة ممن استمالتهم من اليهود لنصرة قضية الحلفاء وخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية؛ فأصدرت وعد بلفور في خضم الحرب وذلك يوم 2 نوفمبر سنة 1917.

وتميزت السياسية الصهيونية – في ظل الانتداب البريطاني – بتوسيع مهام «الوكالة اليهودية». فقد تم استقطاب المنظمات اليهودية غير الصهيونية إلى الوكالة، وركز على المنظمات المتواجدة بالولايات المتحدة الأمريكية.

ونظمت الهجرة العمالية اليهودية نحو فلسطين، وتكلفت المنظمة الصهيونية بإعالة العمال المهاجرين خلال السنة الموالية من إقامتهم. كما تكفل «الاتحاد العام لليهود» (الهستدروت) بتشغيلهم. وتزايدت الهجرات اليهودية.

ومثل الاستيطان الزراعي الدعامة الأساسية للوجود الصهيوني بفلسطين، ومع ذلك لم تبلغ الملكيات الزراعية اليهودية سوى %7 من أراضي فلسطين عند نهاية عهد الانتداب.

ودخل الصهاينة في حركة تصنيع البلاد – على مستوى المستوطنات – حينها منحتهم سلطات الانتداب امتياز مد الكهرباء والبحث عن المناجم والمعادن والحصول على مشروع استغلال أملاح البحر الميت. وهكذا تمكنت، الصناديق القومية اليهودية فيما بين 1918 و 1936 من استثمار ما يقارب 40 مليون دولار.


كما تمكنت الشركات المحلية والأجنبية من توظيف قرابة 200 مليون دولار، استثمر نصفها في النشاطين الفلاحي والصناعي، حيث أنشئت أزيد من 4000 وحدة صناعية ارتفع معها عدد العمال اليهود ليصبح حوالي 3200 عامل.

وللتعجيل بقيام «الوطن القومي اليهودي» استغل الصهاينة تدهور الأوضاع في أوروبا بسبب الاضطهاد والتوسع النازي، وسعوا إلى المزيد من تأييد الرأي العام الدولي لهم بتشجيع هجرتهم والإسراع بتأسيس دولتهم. كما استفادوا من هذا الوضع لتسليح فرقهم (حراس المستوطنات) التي شاركت في الحرب الكبرى إلى جانب الحلفاء تحت اسم «فيلق اليهود». فعجلت كل هذه الظروف بتهييء الجو القيام كيانهم فوق أرض فلسطين.
 
  • بادئ الموضوع
  • #6
وتميزت السياسية الصهيونية – في ظل الانتداب البريطاني – بتوسيع مهام «الوكالة اليهودية». فقد تم استقطاب المنظمات اليهودية غير الصهيونية إلى الوكالة، وركز على المنظمات المتواجدة بالولايات المتحدة الأمريكية.

ونظمت الهجرة العمالية اليهودية نحو فلسطين، وتكلفت المنظمة الصهيونية بإعالة العمال المهاجرين خلال السنة الموالية من إقامتهم. كما تكفل «الاتحاد العام لليهود» (الهستدروت) بتشغيلهم. وتزايدت الهجرات اليهودية.

ومثل الاستيطان الزراعي الدعامة الأساسية للوجود الصهيوني بفلسطين، ومع ذلك لم تبلغ الملكيات الزراعية اليهودية سوى %7 من أراضي فلسطين عند نهاية عهد الانتداب.

ودخل الصهاينة في حركة تصنيع البلاد – على مستوى المستوطنات – حينها منحتهم سلطات الانتداب امتياز مد الكهرباء والبحث عن المناجم والمعادن والحصول على مشروع استغلال أملاح البحر الميت. وهكذا تمكنت، الصناديق القومية اليهودية فيما بين 1918 و 1936 من استثمار ما يقارب 40 مليون دولار.


كما تمكنت الشركات المحلية والأجنبية من توظيف قرابة 200 مليون دولار، استثمر نصفها في النشاطين الفلاحي والصناعي، حيث أنشئت أزيد من 4000 وحدة صناعية ارتفع معها عدد العمال اليهود ليصبح حوالي 3200 عامل.

وللتعجيل بقيام «الوطن القومي اليهودي» استغل الصهاينة تدهور الأوضاع في أوروبا بسبب الاضطهاد والتوسع النازي، وسعوا إلى المزيد من تأييد الرأي العام الدولي لهم بتشجيع هجرتهم والإسراع بتأسيس دولتهم. كما استفادوا من هذا الوضع لتسليح فرقهم (حراس المستوطنات) التي شاركت في الحرب الكبرى إلى جانب الحلفاء تحت اسم «فيلق اليهود». فعجلت كل هذه الظروف بتهييء الجو القيام كيانهم فوق أرض فلسطين.
بعد فشل الانتفاضات الأولى التي قام بها الفلسطينيون على إثر تصريح بلفور وصدور صك الانتداب، وأمام الاقتناع بعدم جدوى العمل السياسي وإخفاق القيادة السياسية التقليدية، ارتأت الحركة الوطنية الفلسطينية نهج العمل المسلح واستعمال العنف لمواجهة تزايد المركز الاستعماري والصهيوني خاصة بعد شروع البريطانيين في تسهيل مأمورية «الوكالة اليهودية» قصد بناء المستوطنات للمهاجرين وقيام المؤسسات الصهيونية.

وقد أدت كل هذه الأحداث مجتمعة إلى حوادث غشت 1920 المعروفة بثورة البراق أو حائط المبكى التي اتسع نطاقها ليشمل معظم المدن الرئيسية (عكا، نابلس، جنين، غزة …) والتي استخدمت فيها سلطات الانتداب المدافع والطيران ودمرت على إثرها قرى بأكملها، ثم انتهت بتعيين لجنة برلمانية بريطانية للتحقيق (لجنة شو) وصدور كتاب أبيض سنة 1930.


إلا أن الحوادث تجددت ما بين 1936 و 1939 حيث وقعت انتفاضة فلسطينية كبرى على إثر توقف العرب عن أداء الضرائب والقيام بإضرابات عامة شملت كل البلاد، ثم تطورت إلى مظاهرات وعمليات مسلحة استهدفت نسف المؤسسات الصهيونية فكان رد فعل المستعمر أقوى عنها، وانتهى بإعلان قرار تقسيم البلاد من طرف لجنة «ابرل بيل» إلى دولة فلسطينية وأخرى يهودية وجعل القدس والناصرة وطبرية تحت إشراف بريطانيا.

واتسع نطاق العمل المسلح الذي قاده سكان البوادي، فتمكنوا من التسلل إلى المدن الكبرى حيث قاموا بعدة هجومات على قوات الشرطة والجيش والمستوطنات اليهودية، ودمروا خطوط المواصلات. كما نسفوا أنابيب بترول العراق المارة غرب نهر الأردن، وقصدوا بذلك تحويل الوضع إلى ثورة شاملة، حتى يرغموا السلطات البريطانية على التراجع الفوري عن سياستها بشأن التقسيم والهجرة اليهودية. غير أن فقدان توازن القوة بين حركة المقاومة والتحالف البريطاني والصهيوني أدى إلى إجهاض العمل المسلح.

وأمام تدهور الحالة في أوربا نتيجة التوسع النازي، اتخذت بريطانيا عدة إجراءات للتخفيف من حدة التوتر بفلسطين، منها إيقاف الهجرة اليهودية وإعلانها على التراجع عن قرار التقسيم، فأصدرت عوضه كتاب «ماكدونالد الأبيض» سنة 1939 لترضية الطرفين، أوضحت فيه أنها لا تستطيع أن توافق على كون مراسلات مكماهون تشكل أساسا عادلا للمطالبة بأن تتحول فلسطين إلى دولة عربية، كما لا توافق على أن تصبح فلسطين دولة يهودية. وباندلاع الحرب العالمية الثانية عرفت القضية الفلسطينية تطورات جديدة.

قيام إسرائيل وارتباطها بالمصالح الامبريالية​

أمام تدهور الاقتصاد البريطاني، وتزايد الضغط الصهيوني على سلطات الانتداب بعيد الحرب العالمية الثانية، عرضت بريطانيا القضية الفلسطينية على هيأة الأمم المتحدة التي صادقت على قرار التقسيم يوم 29 نونبر سنة 1947.

قامت دولة إسرائيل على أسس صهيونية توسعية​

ما أن انسحبت بريطانيا من فلسطين يوم 14 مايو سنة 1948 حتى تم الإعلان عن قيام «دولة إسرائيل»، فأسست جيشا منظما ضم حرس المستعمرات «الهاجانا» وقوامه 62 ألف جندي، وفرقة الصاعقة (البالماخ)، وعصابة «الأرغون» ثم عصابة «شتيرن» وهما منظمتان إرهابيتان اشتهرتا بأعمال العنف والتخريب. ورفضت إسرائيل التعايش مع عرب فلسطين وعرب المناطق المجاورة لها. كما ناهضت وجود كل من هو غير يهودي بأرض فلسطين، إيمانا منها بسياسة الانغلاق والتمييز والتفوق العنصري.

واختارت إسرائيل في مرحلة أولى عزل %7 من العرب الباقين بعد سنة 1948، في مناطق ومعسكرات خاصة، أطلقت عليها اسم «مناطق الأمن» يتولى الأحكام فيها ضابط عسكري، وتجرى فيها الأحكام بموجب «قوانين الطوارئ والدفاع». وغالبا ما مثل السجن والنفي والإقامة الاجبارية قرارات المحاكم الإسرائيلية، وخضع العرب في هذه المناطق لنظام منع التنقل إلا بإذن من سلطات الاحتلال.
 
  • بادئ الموضوع
  • #7
بعد فشل الانتفاضات الأولى التي قام بها الفلسطينيون على إثر تصريح بلفور وصدور صك الانتداب، وأمام الاقتناع بعدم جدوى العمل السياسي وإخفاق القيادة السياسية التقليدية، ارتأت الحركة الوطنية الفلسطينية نهج العمل المسلح واستعمال العنف لمواجهة تزايد المركز الاستعماري والصهيوني خاصة بعد شروع البريطانيين في تسهيل مأمورية «الوكالة اليهودية» قصد بناء المستوطنات للمهاجرين وقيام المؤسسات الصهيونية.

وقد أدت كل هذه الأحداث مجتمعة إلى حوادث غشت 1920 المعروفة بثورة البراق أو حائط المبكى التي اتسع نطاقها ليشمل معظم المدن الرئيسية (عكا، نابلس، جنين، غزة …) والتي استخدمت فيها سلطات الانتداب المدافع والطيران ودمرت على إثرها قرى بأكملها، ثم انتهت بتعيين لجنة برلمانية بريطانية للتحقيق (لجنة شو) وصدور كتاب أبيض سنة 1930.


إلا أن الحوادث تجددت ما بين 1936 و 1939 حيث وقعت انتفاضة فلسطينية كبرى على إثر توقف العرب عن أداء الضرائب والقيام بإضرابات عامة شملت كل البلاد، ثم تطورت إلى مظاهرات وعمليات مسلحة استهدفت نسف المؤسسات الصهيونية فكان رد فعل المستعمر أقوى عنها، وانتهى بإعلان قرار تقسيم البلاد من طرف لجنة «ابرل بيل» إلى دولة فلسطينية وأخرى يهودية وجعل القدس والناصرة وطبرية تحت إشراف بريطانيا.

واتسع نطاق العمل المسلح الذي قاده سكان البوادي، فتمكنوا من التسلل إلى المدن الكبرى حيث قاموا بعدة هجومات على قوات الشرطة والجيش والمستوطنات اليهودية، ودمروا خطوط المواصلات. كما نسفوا أنابيب بترول العراق المارة غرب نهر الأردن، وقصدوا بذلك تحويل الوضع إلى ثورة شاملة، حتى يرغموا السلطات البريطانية على التراجع الفوري عن سياستها بشأن التقسيم والهجرة اليهودية. غير أن فقدان توازن القوة بين حركة المقاومة والتحالف البريطاني والصهيوني أدى إلى إجهاض العمل المسلح.

وأمام تدهور الحالة في أوربا نتيجة التوسع النازي، اتخذت بريطانيا عدة إجراءات للتخفيف من حدة التوتر بفلسطين، منها إيقاف الهجرة اليهودية وإعلانها على التراجع عن قرار التقسيم، فأصدرت عوضه كتاب «ماكدونالد الأبيض» سنة 1939 لترضية الطرفين، أوضحت فيه أنها لا تستطيع أن توافق على كون مراسلات مكماهون تشكل أساسا عادلا للمطالبة بأن تتحول فلسطين إلى دولة عربية، كما لا توافق على أن تصبح فلسطين دولة يهودية. وباندلاع الحرب العالمية الثانية عرفت القضية الفلسطينية تطورات جديدة.

قيام إسرائيل وارتباطها بالمصالح الامبريالية​

أمام تدهور الاقتصاد البريطاني، وتزايد الضغط الصهيوني على سلطات الانتداب بعيد الحرب العالمية الثانية، عرضت بريطانيا القضية الفلسطينية على هيأة الأمم المتحدة التي صادقت على قرار التقسيم يوم 29 نونبر سنة 1947.

قامت دولة إسرائيل على أسس صهيونية توسعية​

ما أن انسحبت بريطانيا من فلسطين يوم 14 مايو سنة 1948 حتى تم الإعلان عن قيام «دولة إسرائيل»، فأسست جيشا منظما ضم حرس المستعمرات «الهاجانا» وقوامه 62 ألف جندي، وفرقة الصاعقة (البالماخ)، وعصابة «الأرغون» ثم عصابة «شتيرن» وهما منظمتان إرهابيتان اشتهرتا بأعمال العنف والتخريب. ورفضت إسرائيل التعايش مع عرب فلسطين وعرب المناطق المجاورة لها. كما ناهضت وجود كل من هو غير يهودي بأرض فلسطين، إيمانا منها بسياسة الانغلاق والتمييز والتفوق العنصري.

واختارت إسرائيل في مرحلة أولى عزل %7 من العرب الباقين بعد سنة 1948، في مناطق ومعسكرات خاصة، أطلقت عليها اسم «مناطق الأمن» يتولى الأحكام فيها ضابط عسكري، وتجرى فيها الأحكام بموجب «قوانين الطوارئ والدفاع». وغالبا ما مثل السجن والنفي والإقامة الاجبارية قرارات المحاكم الإسرائيلية، وخضع العرب في هذه المناطق لنظام منع التنقل إلا بإذن من سلطات الاحتلال.
كما حرموا من حقوق التعبير والتجمهر، وإصدار الجرائد وتكوين المنظمات السياسية. وتلقوا ثقافة محدودة تضيق كلما صعد الطالب سلم الدراسة، لتنعدم نهائيا في المستويات العليا. كما أغلقت في وجه العرب المناصب الإدارية، بما فيها مناصب «المكتب الحكومي» المعنى بالشؤون العربية.

وفي الوقت الذي كان يحصل فيه على المواطنة كل يهودي تطأ قدماه أرض فلسطين، اتخذت إسرائيل إزاء العرب، قرارات جعلتهم عمليا يعيشون في وضعية اللامواطنة. وتفشت البطالة في صفوف العرب الفلسطينيين، واكتفي من يعمل منهم بالاشتغال في الأعمال الشاقة بأجور زهيدة. ومنذ سنة 1948 أصبحت أراضي وبيوت العرب خاضعة للحجز، وذلك استنادا إلى مرسوم صدر في هذه السنة يمنع المالكين المتضررين من التقاضي أمام المحاكم الإسرائيلية بهدف طلب التعويض. وبموجب هذه السياسة صادرت «إسرائيل» قرى بكاملها لتقيم فيها مستوطنات.

كما قامت سياسة إسرائيل على التوسع خارج الجزء المحدد لها في تقسيم 1947 مروجة لفكرتي :

  • 1. العمل الدائب على التوسع الإقليمي لضمان البقاء على قيد الحياة
  • 2. أن خلق الدولة الجديدة لا ينتقص من الحدود التاريخية لأرض إسرائيل
وقد مثل العنف المعزز بالإرهاب، الوسيلة الأساسية لهذه السياسية التي مارستها المنظمات الصهيونية العسكرية وشبه العسكرية بمضاعفة ضرباتها ضد القوى العربية، محدثة مجازر دير ياسين وعين الزيتون وصلاح الدين وغيرها…
 
  • بادئ الموضوع
  • #8
كما حرموا من حقوق التعبير والتجمهر، وإصدار الجرائد وتكوين المنظمات السياسية. وتلقوا ثقافة محدودة تضيق كلما صعد الطالب سلم الدراسة، لتنعدم نهائيا في المستويات العليا. كما أغلقت في وجه العرب المناصب الإدارية، بما فيها مناصب «المكتب الحكومي» المعنى بالشؤون العربية.

وفي الوقت الذي كان يحصل فيه على المواطنة كل يهودي تطأ قدماه أرض فلسطين، اتخذت إسرائيل إزاء العرب، قرارات جعلتهم عمليا يعيشون في وضعية اللامواطنة. وتفشت البطالة في صفوف العرب الفلسطينيين، واكتفي من يعمل منهم بالاشتغال في الأعمال الشاقة بأجور زهيدة. ومنذ سنة 1948 أصبحت أراضي وبيوت العرب خاضعة للحجز، وذلك استنادا إلى مرسوم صدر في هذه السنة يمنع المالكين المتضررين من التقاضي أمام المحاكم الإسرائيلية بهدف طلب التعويض. وبموجب هذه السياسة صادرت «إسرائيل» قرى بكاملها لتقيم فيها مستوطنات.

كما قامت سياسة إسرائيل على التوسع خارج الجزء المحدد لها في تقسيم 1947 مروجة لفكرتي :

  • 1. العمل الدائب على التوسع الإقليمي لضمان البقاء على قيد الحياة
  • 2. أن خلق الدولة الجديدة لا ينتقص من الحدود التاريخية لأرض إسرائيل
وقد مثل العنف المعزز بالإرهاب، الوسيلة الأساسية لهذه السياسية التي مارستها المنظمات الصهيونية العسكرية وشبه العسكرية بمضاعفة ضرباتها ضد القوى العربية، محدثة مجازر دير ياسين وعين الزيتون وصلاح الدين وغيرها…
لم يقف الترابط بين مصالح الرأسمالية الصهيونية بمصالح الإمبرياليات الغربية عند حدود تبادل المصالح فقط، بل تعداه إلى التداخل، كمساهمة كبار الرأسماليين الصهاينة مثلا في كبريات الشركات البترولية الأمريكية والانجليزية مثل «غولف اويل» وفي كبريات الأبناك «رويال بنك» و «بريكلير بنك» الانجليزي و «دوتش بنك» الألماني. كما أسس الصهاينة داخل الولايات المتحدة أبناك مهمة مثل «ليمان إخوان» و «غولدمان اخوان» و «لازار اخوان».

وبذلك صارت الدول الغربية الكبرى مساندة لإسرائيل وتشارك في المخططات الإمبريالية داخل منطقة الشرق الأوسط، بالعمل على محو الوجود العربي داخل فلسطين أولا، وتهديد كيانات الدول العربية المتواجدة بالمنطقة، وتحقيق توسع ترابي واقتصادي لإسرائيل تستفيد منه بشكل غير مباشر الإمبرياليتات الغربية.


وكانت الولايات المتحدة المدعم الرئيسي الاقتصادي والعسكري لإسرائيل في تمركزها وفي توسعاتها داخل المنطقة، وذلك منذ نهاية الأربعينات. وهكذا أصبحت منطقة الشرق الأوسط محورا للمنازعات الداخلية والدولية التي زاد من حدتها تدفق البترول ومحاولات التوسع الإسرائيلي.

وحتم تقسيم فلسطين وقيام إسرائيل انفجار حرب عربية-إسرائيلية تدخلت فيها بعض القوى العربية لم تلبت أن تحولت إلى صراع عربي-إسرائيلي مسلح بدأت بوادره في حرب 1948.

الصراع العربي الإسرائيلي ونضال الشعب الفلسطيني​

بصدور قرار التقسيم، تفجرت الأوضاع في فلسطين المحتلة، وقرر الصهاينة إحباط كل محاولات التسوية، ومن ثم شنوا غارات على السكان العرب وقاموا بعدة مذابح وأمام هذه التحديات وجهت جامعة الدول العربية مذكرة في الموضوع إلى الأمم المتحدة.

تسبب قيام «دولة إسرائيل» في حرب 1948​

نشبت حرب عربية – إسرائيلية بالمنطقة دامت من 15 مايو 1948 إلى 6 يناير 1949. في حين أن الحرب الفعلية لم تتجاوز 60 يوما، سرعان ما أعقبتها اتفاقيات هدنة، أشرفت عليها الأمم المتحدة. فكانت النكبة (فقدان الأرض وهجرة السكان)، وأبرز نتائجها سيطرة إسرائيل على %77.4 من الأراضي الفلسطينية بدلا من %57.4 التي خصصت لها حسب مشروع التقسيم.

كما كان من نتائجها أيضا اعتراف دول أخرى بإسرائيل ثم قبول عضويتها في الأمم المتحدة في مارس 1949. أما من الجانب العربي فقد تمت عملية اقتلاع كاملة للسكان الفلسطينيين بإجلائهم عن الأرض واستكمال حلقة التهجير؛ في حين أجمعت الحكومات العربية على عدم الاعتراف بإسرائيل.

 
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
 

أقسام الرافدين

عودة
أعلى أسفل