• منتديات شباب الرافدين .. تجمع عراقي يقدم محتوى مميز لجميع طلبة وشباب العراق .. لذا ندعوكم للانضمام الى اسرتنا والمشاركة والدعم وتبادل الافكار والرؤى والمعلومات. فأهلاَ وسهلاَ بكم.

يحيى السماوي >> أعجزت نثري

نغمة على وتر♫

من أهلنا
إداري سابق
2019-06-27
4,691
بالغرفة
جوهرة
დ1,288
الجنس
أنثى
دعيني من أماسيكِ العِذاب​
فما أبقى التشردُ من شبابي​
قَلبْتُ موائدي ورميتُ كأسي​
وشيَّعْتُ الهوى ورَتجْتُ بابي​
خبَرْتُ لذائذ الدنيا فكانت​
أمرَّ عليَّ من سمٍّ وصاب​
وجدْتُ حلاوة الإيمان أشهى​
وأبقى من لُماكِ ومن إهابي​
إذا يبُسَ الفؤادُ فليس يُجدي​
ندى شفة مُطيَّبةِ الرضابِ​
أنا جرحٌ يسير على دروبٍ​
يتوه بها المصيبُ عن الصوابِ​
سُلبْتُ مسرَّتي واسْتفردتني​
بدار الغُرْبتينِ مدى ارتيابي​
وحاصَرَتِ الكهولة بعد وهْنٍ​
يَدُ النكباتِ جائعة الحِرابِ​
وما أبقتْ لي الأيامُ إلاّ​
حُثالتها بأبريقٍ خَرابِ​
ترَشَّفْتُ اللظى حين اصطباحي​
وأكملتُ اغتباقي بالضبابِ​
أُطلُّ على غدي بعيونِ أمسي​
فما شرَفي إذا خنْتُ انتسابي؟​
تُحرِّضُني على جرحي طيوفٌ​
فأنْبشُهُ بسكيني ونابي​
وربَّ لذاذةٍ أوْدَتْ بنفسٍ​
وحرمانٍ يقودُ إلى الطلاب​
أظلُّ العاشقَ البدويَّ.. أهفو​
إلى شمسٍ وللأرضِ الرَغابِ​
أنا البدويُّ لا يُغري نِياقي​
رُخامُ رُبىً.. وناطحةُ السحابِ​
أنا البدويُّ.. لا يُغوى صُداحي​
سوى عزف السواني والرَّبابِ​
ودلَّةُ قهوةٍ ووجاقُ جمرٍ​
تَحَلَّقَ حوله ليلاً صحابي​
وبيْ شوقٌ إلى خبزٍ وتمر​
كما شوق البصيرِ إلى شِهابِ​
وَلِلَبَنِ الخضيضِ وماءِ كوزٍ​
وظلِ حصيرةٍ في حَرِّ آبِ​
فُطِرْنا قانعينَ بفقرِ حالٍ​
قناعةَ ثغرِ زِقٍّ بالحَبابِ​
أبٌ صلَّى وصامَ وحَجَّ خمساً​
وأمٌ لا تقومُ عن «الكتابِ»​
ألا ياأمس أين اليوم مني​
صباحاتٌ مُشَعْشعةُ القِبابِ؟​
وفانوسٌ خجولُ الضوءِ تخبو​
ذؤابتُهُ فَيُسْرِجُها عتابي؟​
وأين شقاوتي طفلاً عنيداً​
أبى إلاّ انتهالاً من سرابِ؟​
أُشاكِسُ رفقتي زهْواً بريئاً​
ومن خَيْشٍ و«جُنْفاصٍ» ثيابي!​
ألوذُ بحضنِ أمي خوفَ ذئبٍ​
عوى ليلاً وخوفاً من عُقابِ!​
كبرتُ ولايزال الخوفُ طفلاً​
وقد صار «الرفاقُ» إلى ذئابِ!​
تطاردُ مقلتي منهم طيوفٌ​
فعزَّ عليَّ ياأمي إيابي​
وعزَ على يديك تَمَسُّ وجهي​
لتمسحَ عنه وَحْلَ الاغترابِ!​
وعزَّ .. وعَزَّ.. حتى أنَّ عِزّي​
غدا ذُلاً فيالي من مُصابِ!​
وعاقبني الزمان ـ وهل كنأيٍ​
بعيدٍ عن بلادي من عِقابِ؟​
تقاسَمَتِ المنافي بعض صحبي​
وبعضٌ آثَرَتْهُ يدُ الغيابِ​
ولولا خشيتي من سوءِ فهمٍ​
وما سيقالُ عن فقدي صَوابي​
لَقلتُ: أَحِنُّ يابغداد حتى​
ولو لصدى طنينٍ من ذُبابِ!​
لِوَحْلٍ في العراقِ وضُنْكِ عيشٍ​
جِوارَ أبي المُدَثَّرِ بالترابِ​
جوارَ أُخيَّةٍ وأخٍ وأمٍ​
وأحبابٍ يُعَذِّبُهم عذابي!​
أبا الحرف البليغ وهل جوابٌ​
كصمتي حين أعجزني جَوابي؟​
بلى.. لم ألقَ مثل عرارِ نجدٍ​
ولا كرحابِ مكةَ من رحابِ​
ولا كعشيركم أهلاً وصحباً​
ولا كحصونكم دِرْعاً لما بي​
عشقتُ ديارَ ليلى قبل ليلى​
فَمِنْ رَحمِ الصِّبا وُلِدَ التصابي​
ولكن شاءتِ الأيامُ مني​
وشاءَ جنونُ طيشي من لُبابي​
ولستُ بِمُبْدلٍ كأساً بكوزٍ​
ولا لهواً بِعِفَّةِ «ذي نِقابِ»​
أنا البَدويَّ.. في قلبي عِقالٌ​
و(َيَشْماغٌ)ولستُ بِمَنْ يُحابي​
إذا كان العراقُ رغيفَ روحي​
فإنَّ عَرارَ واديكم شرابي​
 
القائمة الجانبية للموقع
خرّيج وتبحث عن عمل؟
تعيينات العراق
هل أنت من عشاق السفر حول العالم؟
إكتشف أجمل الأماكن
هل أنت من عشاق التكنولوجيا؟
جديد التكنولوجيا
عودة
أعلى أسفل