• منتديات شباب الرافدين .. تجمع عراقي يقدم محتوى مميز لجميع طلبة وشباب العراق .. لذا ندعوكم للانضمام الى اسرتنا والمشاركة والدعم وتبادل الافكار والرؤى والمعلومات. فأهلاَ وسهلاَ بكم.

العاطفة الورقيه ( الرسائل الأدبيه)

الإهداءات
  • سليم البصري سليم البصري:
    جناب المديرة صبحكم الله بالخير شلون اتواصل وياكم

سارة البابلية

عٍـسلُِ آلُِشُبَـآبَ♔
عضو في شباب الرافدين
2018-10-15
42,981
شباب الرافدين
جوهرة
დ2,765
الجنس
أنثى
فن ازدهر في أوائل القرن الماضي، وهوالرسائل الأدبية، وكانت الرسالة قطعة أدبية لأن الأديب يكتبها وهو في حالة صفاء ذهني فتخرج العبارات أنيقة غاية في التجويد والاتقان وأبسط تعريف للرسالة الأدبية إنها عبارة عن نص نثري سهل يوجه إلى قارئ مخصوص ويمكن أن يكون الخطاب فيها عاما، فهي صياغة وجدانية مؤنسة، وللأسف فإن هذا الفن الجميل فقد بريقه وأوشك على الاندثار بسبب التقدم المذهل في وسائل الاتصالات الحديثة من حاسب آلي وإنترنت ومحمول وغيرها.

وللأسف أيضاً إن ما نشر من رسائل الأدباء يعد ضئيلاً مقارنة بما لم ينشر، لأن تلك الرسائل تحتوى على أسرار لا يجوز إفشاؤها لما يسببه نشرها من حرج لمرسلها علاوة على أن معظم الأدباء يرون أن نشر المؤلفات وتدبيج المقالات أهم من نشر الرسائل التى قد تجلب عليهم بعض المشكلات مع أصدقائهم ولا تعود بالفائدة على القارئ.

وهناك من يطالب بإعدام الرسائل الأدبية باعتبارها «أوراقاً خاصة»، من هذا الفريق وديع فلسطين الذى يقول مذهبى الذى لا أريد أن أغيره أن البريد الأدبى حتى وإن تناول شئونا أو شجونا عامة، فهو فى النهاية مكاشفة شخصية بين صديقين لها خصوصيتها الحميمة الذى لا يسعنى تجاهها إلا الدعوة إلى طى هذا البريد ودفنه بإكرام.

وهناك من يرى خلاف ذلك مثل نقولا يوسف الذى يقول: «لست من القائلين بإعدام هذه الرسائل باعتبار أنه لم يقصد بها النشر، فهى بعض من آثاره لا يقل قيمة عن ملابسه المحفوظة فى المتاحف مثلاً ومازلت أرى فى نشر ما لدى من رسائل الأدباء فوائد أدبية للدارسين والنقاد والقراء جميعاً.

ومن أشهر الرسائل الأدبية فى العصر الحديث، الرسائل المتبادلة بين الأستاذ مصطفى صادق الرافعى وتلميذه محمود أبورية فقد امتدت المراسلة بينهما أكثر من عشرين عاماً، وقد عهد «أبورية» بعد رحيل أستاذه إلى نشر تلك الرسائل فى كتاب بعنوان «من رسائل الرافعى» صدرت طبعته الأولى عام 1950، ثم أعيد طبعه عام 1969 بعد أن أعاد ما حذفه فى الطبعة الأولى من عبارات جارحة كان قد كتبها الأستاذ الرافعى فى بعض حالات ضيقه وتبرمه من الناس والحياة، وقد أحسن «أبورية» صنعاً حينما طبع تلك الرسائل الثمينة فى كتاب حفظها من الضياع أو الاندثار فبقيت شاهداً على بلاغة وأسلوب الرافعى الذى أفاض فى الحديث عن أسرار حياته وأحوال معيشته ومؤلفاته المطبوعة والمخطوطة.

ويعتبر جبران خليل جبران من الأدباء الذين أثروا فن المراسلة عند العرب بما تركه من رسائل لفتت نظر الباحثين وأثارت فضولهم فولجوا عبرها إلى عالم جبران الملىء بالرموز والأسرار، لقد فتح جبران فتحاً جديداً ورائعاً فى دنيا الأدب العربى عندما تحول من التأليف بالعربية للتأليف بالإنجليزية، وقصته مع «مى زيادة» مثال رائع للحب الفريد فى تاريخ الأدب وسير العشاق، ومثال للحب النادر المتجرد من كل ما هو سطحى ومادى، لقد دامت هذه العاطفة بينهما زهاء عشرين عاماً دون أن يلتقيا إلا فى عالم الفكر والروح والخيال الضبابى فكان جبران فى مغارب الأرض مقيما، وكانت مى فى القاهرة، لم يكن حب جبران وليد نظرة فابتسامة فسلام فكلام، بل كان حباً نشأ ونما عبر مراسلة أدبية طريفة ومساجلات فكرية روحية ألفت بين قلبين وحيدين وروحين مغتربين ومع ذلك كان أقرب قريبين وأشغف حبيبين. فمن إحدى الرسائل المتبادلة بينهما رسالة مى لجبران.

جبران

لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتخير كلمة الحب، إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ينمى الحب فى أعماقهم قوة ديناميكية رهيبة

ما معنى هذا الذى أكتبه؟.. إنى لا أعرف ماذا أعنى به؟.. ولكنى أعرف أنك محبوبى وأنى أخاف الحب أقول هذا مع علمى بأن القليل من الحب كثير.. الجفاف القحط واللاشىء بالحب خير من النذر اليسير كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا.. وكيف أفرط فيه؟.. لا أدرى.. الحمد لله أننى أكتبه على ورق ولا أتلفظ به.. لأنك لو كنت حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام.. ولاختفيت زمناً طويلاً، فما أدعك ترانى إلا بعد أن تنسى.. حتى الكتابة ألوم نفسى عليها أحياناً لأنى بها حرة كل هذه الحرية

رد جبران

ما ألطف قول من قال

يا مى عيدك يوم.. وأنت عيد الزمان

ما أغرب ما تفعله كلمة واحدة فى بعض الأحيان.. إنها تحول الذات الخفية فينا من الكلام إلى السكوت، تقولين إنك تخافين الحب؟.. أتخافين نور الشمس؟.. أتخافين مد البحر؟.. أتخافين طلوع الفجر؟.. أتخافين مجىء الربيع؟.. لماذا يا ترى تخافين الحب؟

أنا أعلم أن القليل فى الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل فى الحب لا يرضينى، أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل نحن نريد الكمال.. الكثير، كل شئ لا تخافى الحب يا رفيقة قلبى، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه من الألم والحنين والوحشة ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة.

والحقيقة أن الرسائل المتبادلة بين الأدباء والشعراء والمثقفين ذات قيمة تاريخية فهى تعد من وجهة نظر المؤرخين من المصادر المهمة فى كتابة التاريخ وحبذا لو اهتم الشباب بمثل هذه المصادر من خلال جمعها وتوثيقها ودراستها
 
القائمة الجانبية للموقع
خرّيج وتبحث عن عمل؟
تعيينات العراق
هل أنت من عشاق السفر حول العالم؟
إكتشف أجمل الأماكن
هل أنت من عشاق التكنولوجيا؟
جديد التكنولوجيا
عودة
أعلى أسفل