• منتديات شباب الرافدين .. تجمع عراقي يقدم محتوى مميز لجميع طلبة وشباب العراق .. لذا ندعوكم للانضمام الى اسرتنا والمشاركة والدعم وتبادل الافكار والرؤى والمعلومات. فأهلاَ وسهلاَ بكم.

العدمية

الإهداءات
  • زهور من قلب الزهور🌹:
    اللهم صل على محمد وال محمد
    وعجل فرج مولانا صاحب العصر والزمان 💕

أمجد

من أهلنا
2019-07-12
13,284
العراق
جوهرة
დ7,131
الجنس
ذكر
العدمية هي الاعتقاد بأنّ كافة القيم والأخلاق ليس لها أي أساس أو قاعدة يمكن الرجوع إليها أو القياس على أساسها، وهي غالباً ما ترتبط بالتشاؤم المفرط والشك العميق بحقيقة الوجود والعدمي الحقيقي هو الذي لا يؤمن بأي شيء، وليس عنده أي وفاء لأي مذهب، وهو يفتقر إلى الإيمان وحس الغاية أكثر من كونه يميل إلى التهديم وإسقاط القيم والمفاهيم.

وبينما يدعي بعض الفلاسفة كونهم عدميين، إلا أن العدمية غالباً ما تعود في جذورها إلي الفيلسوف الألماني "فريدريك نيتشه" والذي قال أن التأثيرات الهدّامة للعدمية ستدمّر في النهاية كل المعتقدات الأخلاقية، والدينية، والميتافيزيقية، وتؤصل للأزمة الأعظم التي ستواجه الفكر البشري في التاريخ.

في القرن العشرين، شغلت الأفكار المتعلقة بفشل العدمية ذو الطابع الأبستمولوجي، وسقوط القيم، وضياع حس الغاية الكونية، عقول الفنانين، والمفكرين والنقاد الاجتماعيين، والفلاسفة فخلال منتصف القرن العشرين على سبيل المثال، ساهم الوجوديون في نشر وتعميم العدمية في محاولة منهم لصقل إمكانياتها التدميرية وعند نهاية القرن، فسح اليأس الوجودي كاستجابة للعديمة المجال أمام اللامبالاة، التي ارتبطت في أغلب الأحيان بالنزعة الأنتي تأسيسية (أي النزعة المضادة للتأسيسية).

الاصل
جاء مصطلح "Nihilism" من الكلمة اللاتينية nihil أو العدم أو لا شيء، والتي لا تعني أي شيء غير موجود فهي تظهر في فعل "إبطال أو إعدامannihilate" " والذي يعني إنهاء، تدمير في أوائل القرن التاسع عشر، استخدم فريدريك جاكوبي هذا المصطلح لتمييز المثالية المتعالية سلبياً ولم ينتشر هذا المصطلح إلا بعد أن ظهر في رواية إيفان تروجينيف "الأب والأولاد" عام 1862 حيث أنه استخدم كلمة nihilism كي يصف مذهب العلمية الخام الذي اعتنقته إحدى شخصيات الرواية "بازاروف" الذي كان يبشر بمذهب الإنكار التام.

أصبحت العدمية في روسيا مرتبطة بحركة ثورية منظّمة بشكل كبير (1860-1917) والتي رفضت كل أشكال السلطة من سلطة الدولة والكنيسة والعائلة وقد قام قائد الفوضويين ميخاييل باكونين (1814- 1878) في كتاباته المبكرة بإعداد الالتماس السيئ السمعة الذي مازال مرتبطاً بالعدمية حتى هذا اليوم: "دعونا نضع ثقتنا في الروح الأبدية التي تدمر وتفني فقط لأنها المصدر المبدع والبعيد المنال لكل الحياة - الرغبة في التدمير هي رغبة مبدعة" (ردود الفعل في ألمانيا، 1842) دعت الحركة إلى إقامة ترتيب اجتماعي قائم على النزعتين العقلانية والمادية كمصدر وحيد وأساسي للمعرفة، والحرية الفردية كأسمى هدف في الوجود.

وعن طريق إنكار الجوهر الروحي الإنساني واستبداله بجوهر مادي بالكامل، أعلن العدميون السلطة الإلهية والكنسية تناقض الحرية تدهورت الحركة في النهاية وسقطت في أخلاقيات الفتنة والتدمير والفوضى، وفي نهاية سبعينات القرن الثامن عشر أصبح العدمي هو أي شخص متورط أو مرتبط مع الحركات السياسية السرية التي تدعو إلى الإرهاب والتخريب وتستخدمهما كوسائل لتحقيق أهدافها.

المواقع الفلسفية السابقة التي ارتبطت بالعدمية والتي يمكن تشخيصها كأفكار عدمية هي تلك التي جاء بها الشكيون ولأنهم أنكروا إمكانية اليقين، يمكن للشكيين أن يعلنوا الحقائق التقليدية كآراء وأفكار غير مبررة عندما لاحظ ديموسثينيس (322- 371 ق.م) أن "الذي تمناه بأن يؤمن به، هو الشيء الذي يؤمن به كل إنسان " Olynthiacإنه يفترض الطبيعة العلائقية للمعرفة لذلك فإن الشك المتطرف Skepticism ارتبط بالعدمية الأبستمولوجية/ المعرفية والتي تنفي احتمال وجود المعرفة اليقينية والحقيقة وهذا الشكل من العدمية يحدد حالياً بالأنتي تأسيسية ما بعد الحداثية.

العدمية الوجودية
بينما العدمية غالباً ما تتم مناقشتها في سياق مصطلحات الشكية والنسبية Relativism، فقد ارتبطت معظم فترة القرن العشرين بالاعتقاد بأن الحياة خالية من المعنى والجدوى فالعدمية الوجودية بدأت بفكرة أن العالم بلا معنى أو هدف وبموجب هذا الظرف، فإن الوجود بنفسه بكافة أفعاله، معاناته، ومشاعره فارغ وبلا أحاسيس.

في مقالته "الجانب المظلم: أفكار حول عبث وتفاهة الحياة" 1994 يستعرض آلان برات أن العدمية الوجودية، بشكل أو بآخر، كانت جزءاً من التراث الفكري الغربي منذ البداية فملاحظة الشكاك "امبدوقليس" بأن "حياة الفانين بخيلة جداً وقاحلة وكأنها ليست حياة على الإطلاق"، فمثلاً، إنها تمثل نفس الشكل من التشاؤم المفرط والمرتبط بالعدمية الوجودية في العصور القديمة، مثل هذا التشاؤم العميق ربما قد وصل قمته مع هيغيسيس.

لأن الحوادث والأمور التعيسة يقول الفلاسفة عددها يفوق عدد الحوادث السعيدة بكثير، كما أن السعادة مستحلية، وفي النهاية هناك الانتحار وبعد عدة قرون، خلال عصر النهضة، لخض وليم شكسبير وبشكل بليغ وجهة نظر العدمي الوجودي عندما يعرض في نهاية مسرحيته الاشمئزاز الذي شعر به ماكبث من الحياة.

خلال القرن العشرين، كانت الحركة العدمية الملحدة التي انتشرت في فرنسا خلال الأربعينات والخمسينات هي المسؤولة عن شيوع العدمية الوجودية في الوعي العام جان بول سارتر (1905- 1980) يوضح معالم الحركة، "الوجود سابق على الجوهر"، وهو يحكم أي أرضية أو أساس لتأسيس ذات جوهرية أو طبيعة إنسانية.

الفلسفات العدمية
- العدمية الميتافيزيقية: هي فلسفة عدمية تفترض أن الاشياء المادية في العالم المحسوس لدى البشر قد لا تكون موجودة في العالم الحقيقي، أو أنه حتى لو وجدت عوالم محتملة تحتوي على بعض الأشياء الملموسة، فهناك على الأقل واحدة تحتوي فقط على كائنات مجردة.

- العدمية المعرفية: هي فلسفة عدمية تفترض الشك في جميع المعارف البشرية على أنها غير صحيحة أو انها غير قادرة على التأكد من صحتها.

- العدمية الوجودية: هي فلسفة عدمية تفترض الأعتقاد بأن الحياة البشرية بأكملها غير مهمة بالنسبة للكون، بدون غرض ومن غير المرجح أن عُدمت تلك الحياة البشرية فأنه لن يتغير في الوجود شيء.

- العدمية الأخلاقية: هي فلسفة عدمية تفترض النظرة الفوقية الأخلاقية التي تقول بإن الأخلاق لا وجود لها كشيء ملازم للواقع الموضوعي المجرد من العواطف، لذلك لا يوجد فرق بين الأخلاق الحميدة والأخلاق الذميمة سوى في المنظور البشري، على سبيل المثال يقول العدمي المؤمن بالعدمية الأخلاقية، إن قتل شخص ما لأي سبب كان، ليس خطأً بطبيعته، قد يجادل العدميون الآخرون بعدم وجود أي أخلاق على الإطلاق، ولكن إذا كان البناء الأخلاقي موجوداً، فهو بناء بشري مصطنع، حيث أن الأخلاق تدخل في نسبية البشر وحسب ما يرونه أخلاقياً أو غير أخلاقي، على سبيل المثال ايضاً إذا قتل شخص ما شخصًا آخر، فقد يجادل ذلك العدمي بأن القتل ليس أمراً سيئًا بطبيعته، أو سيئًا بمعزل عن معتقداتنا الأخلاقية، وذلك بسبب الطريقة التي يتم بها بناء الأخلاق باعتبارها ثنائية بدائية. ما يقال أنه أمر سيء هو إعطاء ترجيح سلبي أعلى مما يسمى جيدًا نتيجة لذلك، كان قتل الفرد سيئًا لأنه لم يسمح للفرد بالعيش، والذي تم منحه بشكل تعسفي ترجيحًا إيجابيًا، وبهذه الطريقة تؤمن العدمية الأخلاقية بأن كل الادعاءات الأخلاقية باطلة من أي قيمة حقيقية، ووجهة نظر علمية بديلة هي أن العدمية الأخلاقية هي أخلاقية بحد ذاتها.
 
القائمة الجانبية للموقع
خرّيج وتبحث عن عمل؟
تعيينات العراق
هل أنت من عشاق السفر حول العالم؟
إكتشف أجمل الأماكن
هل أنت من عشاق التكنولوجيا؟
جديد التكنولوجيا
عودة
أعلى أسفل