أحببتك حبا فاق القلب وفاقني

الإهداءات
  • غزل من من قلب الغزل ..:
    ضياءٌ شعَّ من أرض المدينة و زُفَّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة سبطه الأول الإمام المجتبى (ع).✨💚
  • غزل من قلب الغزل:
    "يارب دائمًا اعطنّي على قد نيتي وسخر لي الأشخاص اللي يشبهون قلبي🌿✨. .
  • غزل من قلب الغزل:
    مارس الرحمة قدر المُستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفهُ حولك.💐
  • غزل من قلب الغزل:
    اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا ♥️😌

أحيانا يشعر الإنسان بفقد أعز شخص لديه بأن الدنيا قد رحلت برحيله، ولكن على الدنيا الاستمرار فلو على الدنيا التوقف برحيل أحد لتوقفت برحيل سيد البشرية والخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم، هذه قصة فتاة عانت قرابة العامين من وفاة خطيبها الذي لطالما أحبته وتعلقت به كثيرا لدرجة أنها لم تجرؤ بيوم من الأيام على اتخاذ أي قرار بحياتها دون اللجوء إليه، لقد تربيا معا شهدا طفولتهما معا، كان الشاب جارا للفتاة لطالما أحبها وتجسد حبه لها في كل جوانب شخصيته.

كانت الفتاة تبلغ من العمر عشرين عاما والشاب خمسة وعشرون، خطبا لبعضهما في حفل مشهود ومترقب من الجميع، أذهلت الفتاة فيه بجمالها ورقتها وثوبها الزهري جميع الحضور أما عن الشاب فقد حسدت كل الفتيات فتاته عليه لحسن طلعته وجمال صورته، سبحان من صور كليهما، بعد حفل الخطوبة بأسبوع واحد تعرض الشاب لحادث أودى بحياته، لم تتمالك الفتاة نفسها فأصيبت على الفور بانهيار عصبي حاد، وبمعاونة أهل الطرفين للفتاة كسيرة القلب تمكنت من العودة إلى الحياة من جديد ولكنها كانت بقلب مفطور لا تقوى على العيش، تقرب منها والديها وإخوانها جاهدين وفي محاولات عديدة على سد الفجوة التي تركها حبيبها برحيله.

بكل يوم تتحسن فيه الفتاة ويفرح به الجميع، تعود نكستها مرة أخرى لتحمل مواجع القلب من جديد، قلق عليها الأهل والأحبة كثيرا لدرجة أنهم اقتنعوا تماما بأنها لن تهنأ بالحياة من جديد إلا بموتها، اقترح والدها السفر بها إلى البلدة حيث جدها الحكيم وتغيير المناخ سيعملان على التخفيف من حدة أزمتها ولو بشيء يسير، لقد مر عامان ومازالت تتذكره وتتذكر كل تفاصيل حياتها وذكرياتها معه وكأنها كانت بالأمس.

وبالفعل ذهب والدها إلى البلدة حيث الهواء العليل، ولكنها مازالت على حالتها دائمة البكاء والصمت، اضطر والدها للعودة حيث عمله الذي لا يمكن أن يتأخر عنه ولكنه تركها في رعاية والده الذي عرف دائما بحكمته وخفة ظله، ولطالما أحبته الفتاة إذ أنها دائما ما شعرت بأنه يواكب عصرهم ولكنه يجمع الخبرة بحكم عمره.

لم يتركها جدها وحيدة أبدا، دائما ما يثيرها للتحدث والبكاء أيضا موضحا لها أن الحزن لا يمكن تبخيره من القلب ولكنه يصغر شيئا فشيئا، لا يمنعها من البكاء ولكنه دائما ما كان يأخذ بيدها لتقف وتواصل الحياة من جديد، وبيوم من الأيام حضر عند جدها حفيد أخيه بمثابة حفيده أيضا وابنه الصغير والذي يبلغ من العمر خمسة أعوام فقط، كان يمتلك الصغير عيونا عسلية في منتهى الجمال أسرت الفتاة من أول نظرة لهما، كما أنها أحست فيهما بالحزن الدفين على الرغم من صغر سنه إلا أنه تصرف بعصبية وكأنه يحمل بقلبه هم كبير.

سألت الفتاة جدها عن قصة الصغير والسر وراء عصبيته المفرطة والتي يخبأ في ثناياها حزنه الشديد، أجابها الجد قائلا: “لقد طلبت والدته الطلاق من زوجها، وبعد أشهر عدتها على الفور تزوجت من آخر، ومنذ أن رحلت عنهما لم ترى ابنها ولو لمرة لواحدة، كل ذلك أثر في نفسه”.
شعرت الفتاة بأن الصغير مثلها بقلب مفطور على رحيل الأحبة، لذلك حاولت جاهدة التقرب منه ومصادقته إلى أن وصلا لدرجة أن كلا منهما لا يتمكن من النوم بعيدا عن حضن الآخر، وجد كلا منهما عزاه في الآخر وما ينقصه أيضا، تحسنت حالتهما بمكوثهما سويا، وبيوم جاء المدرس الخاص للبيانو للصغير إلى منزل الجد بعدما مكث الصغير مع الفتاة لرغبة كلا منهما في ذلك، وأول ما رأى الفتاة تقدم لخطبتها على الفور من جدها، وما إن سمعت الفتاة حتى بدأت البكاء من جديد، والصغير كحالها تذكر ما فعلته به والدته فشرع في البكاء على الفور.

أول ما علم والد الصغير بطلب خطبة الفتاة انزعج كثيرا وأمسك بيدها بقوة، وذهب إلى جدهما وطلب يدها منه، لقد كان يمتلك عيني ساحرتين كصغيره وطباع حادة وكأن صغيره نسخة أصلية عنه ولكنها مصغرة، لقد أحبته الفتاة شيئا فشيئا ولكنها لم تدرِ بحال حبها، لم تتمكن من تحديد مشاعرها تجاهه إلا بعد أن غادر منزل جده، شعرت حينها بنفس الحزن يسيطر ويخيم على حياتها من جديد، نفس الحزن الذي شعرت به عندما فارقها حبيبها، وبمساعدة بسيطة من والديها تم الزواج، ورب يشخص يبعثه الله بحياتنا صدفة ليعوضنا به عما فقدناه ويجبر به خاطرنا بعد انكساره.

شاركنا بقصة حب حقيقية عن تجربة شخصية إن أمكن
 

أقسام الرافدين

عودة
أعلى أسفل