الخلق الحسن .. يجلب السعادة

الإهداءات
  • غزل من من قلب الغزل ..:
    ضياءٌ شعَّ من أرض المدينة و زُفَّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة سبطه الأول الإمام المجتبى (ع).✨💚
  • غزل من قلب الغزل:
    "يارب دائمًا اعطنّي على قد نيتي وسخر لي الأشخاص اللي يشبهون قلبي🌿✨. .
  • غزل من قلب الغزل:
    مارس الرحمة قدر المُستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفهُ حولك.💐
  • غزل من قلب الغزل:
    اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا ♥️😌
الخلق الحسن

1- الحلم والعفو:

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي: وفي قول النبي e: «لا يفرك مؤمن مؤمنة: إن كره منها خلقًا، رضي منها خلقًا آخر»([1]) . فائدتان عظيمتان:


إحداهما: الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب، والمعامل وكل من بينك وبينه علاقة واتصال وأنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه، فإذا وجدت ذلك، فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك أو ينبغي لك من قوة الاتصال والإبقاء على المحبة، بتذكر ما فيه من المحاسن والمقاصد الخاصة، والعامة وبهذا الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن تدوم الصحبة والاتصال، وتتم الراحة وتحصل لك.


الفائدة الثانية: وهي زوال الهم والقلق وبقاء الصفاء والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة وحصول الراحة بين الطرفين، ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي e بل عكس القضية فلاحظ المساوئ وعمى عن المحاسن؛ فلا بد أن يقلق ولا بد أن يتكدر ما بينه وبين من يتصل به من المحبة، وينقطع كثير من الحقوق التي على كل منهما المحافظة عليها.

وكثير من الناس ذوي الهمم العالية يوطنون أنفسهم عند وقوع


([1]) رواه مسلم.

الكوارث والمزعجات على الصبر والطمأنينة لكن عند الأمور التافهة البسيطة يقلقون ويكدر الصفاء، والسبب في هذا أنهم وطنوا نفوسهم عند الأمور الكبار وتركوها عند الأمور الصغار فضرتهم وأثرت في راحتهم ([1]) .


2- الرحمة بالخلق:


فإن الجزاء من جنس العمل، وأحق الناس برحمة الله أرحمهم بعباده، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور يدخله المسلم على المسلم، ولذلك فإن الإحسان إلى الخق من أبواب كشف الكربات وزوال الهموم قال تعالى: }هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ{ ولذلك فقد أخبر الرسول e أن رحمة الله تحجب عمن لا يرحم الخلق فقال: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله»([2]) .


ومن صور الرحمة بالخلق قضاء حوائج المسلمين وكشف كربهم والستر عنهم فإن ذلك وسيلة لتحقيق السعادة وكشف الغموم.


فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي e قال: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»([3]) .




([1]) الوسائل المفيدة للحياة السعيدة (22، 23).
([2]) رواه مسلم من حديث طويل.
([3]) رواه مسلم من حديث طويل.



وفي الجملة فإن الرحمة بالخلق لا سيما الضعفاء منهم سبيل لانشراح النفس وطمأنينة القلب، فتلك فطرة وجبلة خلقها الله في قلوب الناس، فلا ترى المنفق المواسي للخلق بماله وما يملك إلا مبشور الوجه قرير العين، وهذا مشاهد ملاحظ في واقع الحياة لمن عاينه.

3- اجتناب الظلم:

فإن الظلم سبب لحلول النقم وزوال النعم لذلك فإنه قد ورد عليه وعيد شديد قال تعالى:}وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ{ فتجد الظالم فازعًا خائفًا ولو لم ينل منه المظلوم وما ذلك إلا لأن نفسه أمارة لوامة، فهي التي أمرته بالظلم وحرضته عليه، فلما ظلم تحول ما جناه وبالاً عليه، فعاش بين مطارق اللوم في نفسه يتعذب في أعماقه وجوفه وإن كان ظاهر حاله السعادة والانبساط.



بذا قضى الله بين الخلق مذ خلقوا




إن المخاوف والإجرام في قرن





وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: «إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) »([1]) .


فالظالم لا يتذوق طعم السعادة إلا أن يتوب، فإذا كان ظلمه مقرونًا بحق آدمي وجب عليه رده وطلب عفوه فحينئذ يطرق باب السعادة والصفاء.




([1]) رواه البخاري ومسلم.



4- العفو والسماحة:

قال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى – ومعنى حسن الخلق: «سلامة النفس نحو الأحمد من الأفعال، وقد يكون ذلك في ذات الله تعالى، وقد يكون فيما بين الناس وهو في المعاملات بين الناس أن يكون سمحًا بحقوقه لا يطالب غيره بها، ويوفي بما يجب لغيره عليه منها، فإن مرض فلم يُعد، أو سلم فلم يُرد عليه، أو خطب فلم يُزوج.. لم يَغضب ولم يُعاقب، ولم يتنكر من حاله، ويُقابل كلا منه بما هو أحسن وأفضل، وأقرب إلى البر والتقوى، وأشبه بما يحمد ويرضى»([1]) .


وهذه الخصال وإن كانت تعز على النفس من حيث فعلها والتحلي بها إلا أنها من أعظم ما تنال به راحة البال واستقرار النفس وانشراح الصدر؛ لأن صاحبها لا يعرف البغض ولا يوجد له عدو يشغله بالانتقام والحقد، ففؤاده كفؤاد الطير لينا ورقة، لذلك لا تراه إلا سعيدًا.




([1]) شعب الإيمان للبيهقي (14/13).




من كتاب


دليلك إلى السعادة المؤلف أبو الحسن بن محمد الفقيه
 

أقسام الرافدين

عودة
أعلى أسفل