لا ناس حولي إذما كنتَ في النّاسِلا صوت إلاّك محبوسٌ بأنفاسِ
و لست أدري أيأسي جاءَ من أملي
أم جائني أملي من شدّة اليآسِ
خلعتُ تاجي و عقلي كلّ أحذيتي
و جئتُ حافيةً من دون حرّاسي
أشعلت آخر كبريتٍ لتبصرني
لتمسِكَ الخيط من دخّانِ إحساسِ
و قلتُ لا ليلَ في صدري سأَحبسَهُ
خوفاً على القلبِ من وسواسِ خنّاسِ
كشفتُ ما كنتُ خوفَ العارِ أكتمُهُ
في ظلمةِ الدرجِ مطوِّيٌّ في قرطاسِ
ما إن تهاوت على رجليك أقنعتي
حتّى حكمتَ بأّني أقبحُ النّاسِ
أبعدُ ما بحتُ كادَ اللّيل يهلكني
تأتي لتطعنَ ايماني بوسواسي
تشّرِحُ الذنبَ بعد الذنبِ تفحَصُهُ
فينزفُ الجرحُ جرحاً في يدِ الآسي
مغامراتي مع الشيطان, قهقهتي
تراقصي حول نيراني و أجراسي
تقّلباتي ,,ضميري ,,سرُّ تمتمتي
رعبي من الحبر.. تمزيقي لكرّاسي
هذِ ذنوبي التي ما كنتَ تعرفها
لولا بياضي لما أبصَرتَ أدناسي
لولا إعترافي و تسليمي لأسلحتي
لما رأيت احتمال القتل في فآسي
فما ظننتُ سهامي منكَ ترجعُ لي
و لا ظننتك ترميني بأقواسي
ما كان ذنبي سوى أنّني بدأتُ أَرى
نفسي فحوّلت ظلمائي لنبراسي
و أنّني رغم ما يجري بأوردتي
من سمّكم لم يكن عرقي بدساّسي
أما و قد باتَ جرمي أن أظَّل أنا
بالرغم منكم فما بالجرمِ من باسي
مددتُ نحوك كاسي كيف ترفضها
و أنت صفرٌ و كلُّ الكونِ في كاسي
من أنت, عيناكَ لو أنّي شققتُ
لها صدري لأعماك من أنواره ماسي
لا شيئ أنت و لا شيئٌ يحاصرني
من رجفةَِ الكأسِ حتى غصّةِ الحاسي
يا ساكب الخمر قد أفسدتَ صومعتي
أغرقتَ رابعةً في كأسِ نوّاسِ
حتّى الذي بيدي ما عاد ملكَ يدي
لا الضحكُ ضحكي ولا الجلّاس جلّاس
لا موطنٌ دونكم لا غربةٌ معكم
للأُنسِ سرٌ و أنتم سرُّ ايناسي
أحاول البحثُ عن نفسي بغيركمُ
و لا أرى غيركم في أعين الناسِ
يا لسعةٌ من جمالٍ شجَّ ذاكرتي
يا ملحَ وجهكَ فوقَ الجرح يا ناسي
يا سكرةَ المسك.. يا آهاتَ مبخرةٍ
تأتي و تذهبُ مثلَ الغيمِ في راسي
لو كنتُ أدري بأَّن الطيبَ يقتلني
ما تنَّفست ما سمَّمت أنفاسي
يا من ربحتُ به, خسران قلبيَ
يا أغبى مغامرةٍ أفضت لافلاسي
لا تُرجِع القلبَ لي.. ماذا أريدُ به
عش بالذي تبقّى منه يا قاسي
