قصة فاوست

الإهداءات
  • غزل من من قلب الغزل ..:
    ضياءٌ شعَّ من أرض المدينة و زُفَّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة سبطه الأول الإمام المجتبى (ع).✨💚
  • غزل من قلب الغزل:
    "يارب دائمًا اعطنّي على قد نيتي وسخر لي الأشخاص اللي يشبهون قلبي🌿✨. .
  • غزل من قلب الغزل:
    مارس الرحمة قدر المُستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفهُ حولك.💐
  • غزل من قلب الغزل:
    اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا ♥️😌
قصة فاوست
جلس العجوز “فاوست” على مكتبه المتواضع، يشكو تقدم العمر الذي قضاه في دراسة هذا الكم من الكتب. وأخذ يتساءل: إذا قمت بدراسة هذا الكم من الكتب؟ هل تعلمت كل شيء؟؟ لا شيء..لا شيء!!

وخُيل إليه أن كل ما يحيط به في تلك الغرفة المتواضعة يتهمه بالتخلي عن الاحتكاك بالحياة، وخلاصة التجارب الحياتية نظير بقائه في تلك الغرفة وسط مجموعة من الكتب!

قتله التفكير، وفي لحظة صاح في هذه الأصوات التي تسخر منه: سأتعلم أهم شيء بهذه الدنيا! وهنا، ظهر له موفيستو متجسداً في هيئة كلب!

فزع فاوست لرؤية موفيستو، الذي بادره بالقول: سأعلمك كل شيء في هذه الدنيا، شريطة أن تسلمني حياتك! فكر جيداً يا فاوست، ربما لن تتكرر هذه الفرصة مرة أخرى، أمنحك كل أسرار الدنيا، وتمنحني بالمقابل حياتك!

أخذ فاوست يفكر ملياً، ثم قال بصوت مسموع: إذا كان هذا هو الثمن، لا بأس! فأنا أريد تعلم المزيد عن هذه الحياة. وهنا وضع موفيستو عقداً أمام فاوست، وطلب منه أن يوقع بدمه!

جرح فاوست إصبعه، ووقع على العقد بدمه. أخذ موفيستو العقد، وهلل فرحاً: لقد وقعت! وأصبحت حياتك ملكي! ثم دار حول نفسه في سرعة وخفة، ورد فاوست إلى عمر الشباب.

دفع موفيستو فاوست خارج منزله قائلاً: هيا انطلق خارجاً، فالحياة تنتظرك! وودع هذه الغرفة الكئيبة!.. اصطدم فاوست بفتاة جميلة، وجمعته بها نظرة طويلة، ثم سألها: ما اسمك أيتها الشابة؟

ردت الفتاة في ارتباك: اسمي جرايتشين! ثم اعتذرت فجأة، وقالت: معذرة! لابد وأن أعود فقد تأخرت كثيراً!!

ومنذ ذلك اليوم، تعلق قلب الفتاة بفاوست، وأحبا بعضهما كثيراً، وتعلم فاوست أول دروس الحياة حالما خرج من غرفته المعزولة..الحب!

ولكن حال موفيستو دون استمرار هذا الحب، فأصر على توديع فاوست لجرايتشن، ورغم توسلات الفتاة لأن يظل معها حبيبها، إلا أن تدخل موفيستو زاد من خوفها، وتوسلت لفاوست ألا يستمع إلى موفيستو أبداً، ولكن فاوست أصر قائلاً: لازال أمامي الكثير لأدرسه، وأتعلمه بهذه الحياة!

تركها فاوست وذهب في طريقه مع موفيستو، ويأست جرايتشن بعد أن ظلت وحيدة يائسة، ثم أقدمت على الانتحار بأن أغرقت نفسها في البحيرة.

وفي رحلته مع موفيستو، اطلع فاوست على الكثير من العلوم، وحصل الكثير من المعلومات، وسافر ولف الكوكب كله، ورغم مرور عشر سنوات، ظل فاوست يسأل نفس السؤال: ياترى! ما هو الشيء الأهم في هذه الدنيا؟!

أخبره موفيستو أنه لابد وأن يكون من بين الأشياء التي رآها منذ بداية رحلته! فكر فاوست قليلاً: وتذكر يوم أن رآها..جرايتشن، وقادته قدماه إلى قبرها.

جلس أمام القبر ينتحب، ويقول: سامحيني ياجرايتشن، لقد أدركت أن الحب هو أهم شيء في هذه الدنيا، فبدونه لا يمكن أن يصلح أي شيء.

نهض فاوست فجأة، ثم صاح بموفيستو: أنا الآن ملكك، يمكنك أن تفعل بي ما تشاء، لقد حققت كل ما أتمنى، وأدركت الغاية الحقيقية من الحياة، هيا قم بما تريد فعله!

وهنا، عاد موفيستو لهيئته الشيطانية، و أخذ فاوست معه إلى طريق من نار، ولكن في اللحظة الأخيرة، سطع نور واضح من السماء، رد فاوست إلى جحيم النار، ورد هذا النور أيضاً روحان كانا لبعضهما منذ البداية، روح جرايتشن وفاوست
 

أقسام الرافدين

عودة
أعلى أسفل