من ألقى "سميرة مليان" عارية من شرفة منزل بليغ حمدى ؟!

الإهداءات
  • غزل من من قلب الغزل ..:
    ضياءٌ شعَّ من أرض المدينة و زُفَّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة سبطه الأول الإمام المجتبى (ع).✨💚
  • غزل من قلب الغزل:
    "يارب دائمًا اعطنّي على قد نيتي وسخر لي الأشخاص اللي يشبهون قلبي🌿✨. .
  • غزل من قلب الغزل:
    مارس الرحمة قدر المُستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفهُ حولك.💐
  • غزل من قلب الغزل:
    اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا ♥️😌
ديسمبر 1984..جريمة تصحو عليها مصر، وتحديدا يوم 17 فى الشهر،
ربما كانت تحتاج مصر فى تلك الفترة لجريمة يتحدث عنها الناس من أجل الإلهاء،
جريمة صاخبة، فيها إيماءات لشبهة التورط فى ارتكاب موبقات، حفل جنسى، أعراض،
فضيحة تنال من سمعة فنان، أو تكرس الصورة الذهنية الخاطئة المستقرة
فى الأذهان عن الفنانين ولياليهم الحمراء، فضيحة، تلهى الناس، وتعوضهم،
وتُشبع عندهم الجوع إلى موضوع مثير، موضوع أحمر، موضوع جنسى،

يلتهم أعراض الأبرياء، الذين تورطوا رغم أنوفهم فى جريمة حُبكت خيوطها لتطبق عليهم.


٢٠٢٠-٠٩-١٧ at ١٥-١٣-٠٧.png


ماذا حدث فى 17 ديسمبر 1984؟
استيقظ المصريون فى اليوم التالى لهذا التاريخ، ففوجئوا بأخبار الفضيحة،
التى سرت من الزمالك إلى كل مصر، واستشرت، سرت من بيت ملحن مصر الكبير العبقرى، بليغ حمدى،
تتحدث عن سقوط امرأة عارية من شباكه لتلقى مصرعها أرضا، فور ارتطامها بكامل ثقلها بالشارع،
الجريمة كان من الممكن أن تمر لولا شيئان، الأول أنها سقطت من بيت عبقرى مصر وملحن روائع مطربيها،
بليغ حمدى، والثانى، أنها سقطت عارية، فمن كذب على المصريين فى وقائع الجريمة، ليشوه سمعة "بليغ حمدى" ويشوه سمعة الفنانين جميعا.

وقبل هذا السؤال..من هى سميرة مليان التى ألقت بنفسها من شباك بليغ فى ليلة من ليالى عام 1984..؟

هناك ثلاث طرق لحكاية هذه الحكاية:

إما أن نحكيها من وجهة نظر الصدفة البحتة..فنقول إن الجريمة حدثت بمحض الصدفة،
ونفس الصدفة، قادت بليغ حمدى..الملحن الشهير، المعروف، المتربع على قمة مجده الفنى،
بتاريخ كبير من التلحين للكبار مثل أم كلثوم، وعبد الحليم، وشادية ونجاة، وغيرهم كثيرون،
إلى انعطافة غير متوقعة فى مسيرته، دفعته من أعلى قمة مجده، ليواجه السجن،
والهرب، والغياب الإجبارى فى منفى ليس من اختياره طيلة خمس سنوات.



د.سمير سعد الدين شقيق بليغ حمدى
 

المرفقات

  • 316526-بليغ-حمدي-ووردة.jpg
    316526-بليغ-حمدي-ووردة.jpg
    309.1 KB · المشاهدات: 0
  • 46223-مرسي-سعد-الدين-شقيق-الموسيقار-الراحل-بليغ-حمدي.jpg
    46223-مرسي-سعد-الدين-شقيق-الموسيقار-الراحل-بليغ-حمدي.jpg
    45.1 KB · المشاهدات: 0
  • بادئ الموضوع
  • #2
قضى بليغ حمدى فى مصر أياما صعبة، قبل اضطراره للمغادرة، وهو قاب قوسين أو أدنى من السجن، يرتدى نظارة شمس سوداء، ويتحرك بين محاميه، وأصدقائه، مجلة الأنباء الكويتية، كانت تنشر متابعات للقضية، استخدمناها فى تقريرنا هنا، كان المأزق قد استحكم، وبدا للقريبين، والبعيدين، أن بليغ قريب جدا من المحاسبة على جريمة ربما تورط فى ارتكابها، فقط عن طريق الإهمال، أو عدم الحيطة، والتساهل مع الغرباء، وإلا فكيف سمح بدخول ثرى عربى إلى دائرته، دون أن يحتاط لوجوده، أو للهدف من اصطحابه الفنانة المغربية التى فى منتصف العشرينيات، ليس إلا من أجل أن يسمع صوتها، ويلحن لها غنوة، تقودها إلى المجد.
161163-بليغ-حمدي.jpg

أول الحكاية

يمكن أن نقول إن البداية لهذه الحكاية، هى مع الأصابع الذهبية لهذا الملحن العبقرى، الذى حينما يلحن لحنا، تغنيه شوارع مصر كلها، اسمع هذه الجملة التى يقول فيها: بودعك..وبودع الدنيا معك..قتلتنى ..جرحتنى..

أو تلك التى يقول فيها: متى أشوفك..يا غايب عن عينى..

أو حينما يقول: كل الحكاية..عيون بهية.

تخيل أن يلحن ملحن كلمات تقول: كل الحكاية ..عيون بهية..ردى البيبان يا بهية..لا فى يوم يظلموكى..دارى العيون يا صبية..لا الناس يحسدوكى.

حينما نقرأ الكلمات المسجوعة، المقفاة، نتخيل أن الأمر سهل، ولكن حينما تذهب هذه الكلمات إلى أيدى بليغ، فتخرج من بين أصابعه لحنا رشيقا، سهلا، يظل ملتصقا فى القلوب، والآذان، فهى مهمة صعبة، لا يقدر عليها إلا بليغ حمدى.

لا يمكن أن نلم بعظمة بليغ الفنية فى بضعة سطور، يكفى أن نشير من بين ما نشير إليه أنه حينما كان فى التاسعة والعشرين من عمره، لحن لأم كلثوم أغنيتها العظيمة "حب إيه" وكان ذلك عام 1960، ثم توالى التعاون بينهما.

فكيف انتهى بهذا العبقرى، الذى همس فى أذنه الجنى، فصدح قلبه بكل هذه الأنغام، إلى الفرار من تهمة إلقاء مطربة مغربية عارية من شرفة بيته..؟ وكيف تسير هذه الأقدار، بأصحابها الفنانين المشاهير، عمالقة الفن، ليكونوا فى مواجهة عجلة حظ طائشة، طرحته عن فنه، وعن بلده، واضطرته للهجرة، والنفى فى باريس خمس سنوات، هربا من تهمة التحريض على الفجور والقوادة..فنان كبير بحجم بليغ حمدى..يواجه اتهامات بالقوادة، ومن هى بطلة القصة التى اتهم بليغ بالتحريض على الفجور بها، والقوادة لها؟.

سميرة مليان

سميرة مليان كما ظهرت على صفحات الجرائد

سميرة مليان كما ظهرت على صفحات الجرائد


التقارير التى جمعناها من الإنترنت، والأفلام الوثائقية التى استعنا بها، ووضعناها هنا فى هذا التقرير، لا تحتفظ بصورة لسميرة مليان، لكن لحسن الحظ، أن العديد من الأرشيفات الصحفية لم تزل تحتفظ بصورة الضحية، التى تورط بليغ حمدى بسببها فى تهمة "القوادة" ففى تغطية صحفية لإحدى المجلات عن الحادث، بعنوان: "فيلم بليغ حمدى والمغربية..جريمة الموسم 1984-1985" نرى سميرة مليان، فتاة قمحية الملامح، أو بيضاء، الصورة الأبيض والأسود لا تفصح جيدا عن لون بشرتها، شعرها أسود، وبسمتها واسعة، أما شعرها فأسود، ينسدل على جبهتها، وجانبى وجهها.

ولكن كيف جاءت سميرة مليان إلى بيت بليغ فى تلك الليلة من ليالى ديسمبر 1984؟

كانت علاقة بليغ حمدى قد توترت بوردة، وانفصل عنها مطلع الثمانينيات، بعد 6 أعوام زواج، وذلك بعد شائعة علاقته بسميرة سعيد، وعلى الرغم من الحب الذى ربطهما، إلا أن وتيرة حياة بليغ حمدى الصعبة، جعلت الانفصال لوردة حلا أسلم لتنجو بنفسها من البوهيمى الفنان العبقرى، لا يمكن اختصار علاقة حب فى بضعة سطور، وربما العديد من الصور تبين حسرتنا على انفصالهما، وربما كل القصص الملهمة، لا يُكتب لها النجاح أبدا، أو هكذا نتصور.

بليغ حمدي ووردة
 
  • بادئ الموضوع
  • #3
لن تكون مبالغة إذا قلنا إن الملحن العبقرى بعد انفصاله عن وردة، قد اضطرب عاطفيا بشكل كبير، ودليلنا فى هذا أنه لم يستطع أن ينساها بسهولة، حتى فى منفاه الإجبارى بفرنسا، إذ أرسل لها أغنية "بودعك" مع الماكيير محمد عشوب لتغنيها، المهم أن بليغ أغرق نفسه فى العمل، والأضواء، والنجوم، والسهرات، والليالي الملاح، إلا أن كل هذا لا ينفى الحزن الذى يعتصر قلبه بعد طلاقه وردة، يمكننا أن نستمع لهذا المقطع الغنائى الذى تغنيا به معا، لنعرف إلى أى مدى كان يحبها.

ألقى بليغ بنفسه فى حياة السهر الصاخبة، وأغرق نفسه فى العمل، فكانت حصيلة إنتاجه الفنى مئات الألحان، ولكن هذا يبدو لم يكن كافيا، كان هناك سفر، وترحال، ومعارف يدخلون دوائره، وآخرون يغادرونها، وهكذا جاء إلى بيته فى تلك الليلة من شتاء 1984، ثرى عربى، الأوراق الصحفية المبعثرة بين أيدينا والتى توثق لتلك الفترة، تذكر أن اسمه "ع.ت" تخوفا من كتابة اسمه كاملا، وهو "عبد المجيد تودرى"، واصطحب المطربة المغمورة الفرنسية من أصل مغربى سميرة مليان إلى شقة بليغ، بعد أن وعدها بإنتاج ألبوم غنائى لها من تلحين بليغ.




بليغ دخل ينام.
شهود عيان كثيرون كانوا ضيوف تلك السهرة، منهم الإعلامى كامل البيطار، الذى كشف فى تصريحات بالفيلم الوثائقى "آخر ليلة" عن بليغ حمدى، أن ضيوف السهرة بدأوا يغادرون، حينما اقترب الفجر، حدث ذلك طبعا قبل أن تسقط سميرة مليان من شرفة بليغ، أما المخرج التليفزيونى جميل المغازى، فله حكاية أخرى، حكاية الذى غاب عن السهرة، ومع ذلك فهو قادر أن يحكى عنها، إذ اتهم نظام مبارك بالتورط فى تدبير جريمة سميرة مليان، يقول جميل المغازى فى حوار مع وائل الإبراشى منذ سنوات: الجريمة كانت مقصودة، لتوريط مرسى سعد الدين، لإبعاده عن تولى وزارة الإعلام.

الصحف العربية الصادرة فى القاهرة آنذاك تلقفت القصة، وصنعت منها قصصا، ومنها ما نشرته السياسة الكويتية، التي عنونت مانشيتها الفرعى "السياسة تتابع قضية 84 الغامضة" ومانشيتها الرئيسى: مشاجرة حدثت بين المليونير ع.ع والقتيلة سميرة التى أصرت أن تنام فى شقة بليغ حمدى".

تحدثت الحكاية الشائعة عن علاقة بين سميرة مليان وتودرى، الأخير كان قد وعدها بالزواج، وأحب أن "يملص" وتصاعدت المواجهة بينهما فى السهرة، بعدما نام بليغ، هددت سميرة بإلقاء نفسها عارية، من خلع ملابس سميرة عنها، هل هى بنفسها من فعلت ذلك؟ ولماذا؟ لتوريط الثرى العربى؟ أم لتوريط صاحب البيت الذى ستقفز من شرفته؟

كانت هذه الرواية الغالبة، التى ساقتها معظم الصحف، بعد أيام من الطعن فى بليغ، وترويج رواية أخرى، أنه فاجر، ويفتح شقته لحفلات الفجور، وهى الرواية التى عاشت وتداولتها الأجيال، فمن كذب على المصريين، وساق لهم هذه القصة، من اختصر مجد بليغ حمدى الفنى فى تلك الليلة..ليلة 17 ديسمبر 1984؟
 

أقسام الرافدين

عودة
أعلى أسفل