الازمة القلبية .. خطر داهم على الصحة العقلية والنفسية

الإهداءات
  • غزل من من قلب الغزل ..:
    ضياءٌ شعَّ من أرض المدينة و زُفَّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة سبطه الأول الإمام المجتبى (ع).✨💚
  • غزل من قلب الغزل:
    "يارب دائمًا اعطنّي على قد نيتي وسخر لي الأشخاص اللي يشبهون قلبي🌿✨. .
  • غزل من قلب الغزل:
    مارس الرحمة قدر المُستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفهُ حولك.💐
  • غزل من قلب الغزل:
    اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا ♥️😌
الازمة القلبية .. خطر داهم على الصحة العقلية والنفسية​
025.jpg

تعد أمراض القلب والشرايين من اهم واخطر الامراض في العالم، فهي تحتل صدارة قائمة الوفيات بين أفراد الجنس البشري في جميع أنحاء العالم ، حيث تتسبب في أكثر من 17 مليون وفاة سنويّاً، أو ما يعادل 30 في المائة من مجمل الوفيات البشرية. ومن بين 17 مليون تتسبب أمراض القلب التاجية في وفاة 7.3 مليون شخص بينما تؤدي ازمة شرايين الدماغ الى وفاة 6.2 مليون شخص. وتسجل هذه الوفيات خاصة بالدول ذات الدخل الضعيف أو المتوسط وتصيب الجنسين معا. وبحسب بعض التقارير الخاصة فمن المتوقع ايضا انتقضي أمراض القلب والسكتة الدماغية على وجه التحديد على اكثر من 3ر23 مليون نسمة بحلول عام 2030.
ولأمراض القلبية الوعائية مجموعة من الاضطرابات التي تصيب القلب والأوعية الدموية، وتلك الاضطرابات وكما تشير بعض المصادر تشمل ، أمراض القلب التاجية وهي أمراض تصيب أوعية الدم التي تغذي عضلة القلب، الأمراض الدماغية الوعائية وهي أمراض تصيب الأوعية التي تغذي الدماغ، الأمراض الشريانية المحيطية وهي أمراض تصيب الأوعية الدموية التي تغذي الذراعين والساقين، أمراض القلب الروماتزمية وهي أضرار تصيب العضلة القلبية وصمامات القلب جرّاء حمى روماتزمية ناجمة عن جراثيم العقديات، أمراض القلب الخلقية وهي تشوّهات تُلاحظ، عند الولادة، في الهيكل القلبي، الخثار الوريدي العميق أو الانصمام الرئوي وهي الجلطات الدموية التي تظهر في أوردة الساقين والتي يمكنها الانتقال إلى القلب والرئتين.
وتُعد النوبات القلبية والسكتات الدماغية، عادة، أحداثاً وخيمة وهي تنجم، أساساً، عن انسداد يحول دون تدفق الدم وبلوغه القلب أو الدماغ. وأكثر أسباب ذلك الانسداد شيوعاً تشكّل رواسب دهنية في الجدران الداخلية للأوعية التي تغذي القلب أو الدماغ. ويمكن أن تحدث السكتات الدماغية أيضاً جرّاء نزف من أحد أوعية الدماغ الدموية أو من الجلطات الدموية.
وأهمّ الأسباب المؤدية إلى حدوث أمراض القلب والسكتة الدماغية هي اتّباع نظام غذائي غير صحي وعدم ممارسة النشاط البدني وتعاطي التبغ والادمان على المشروبات المسكرة والمخدرات. وتُسمّى تلك الأسباب "عوامل الاختطار التي يمكن التأثير فيها". وقد تتجلى آثار النظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني، لدى الأفراد، في ارتفاع ضغط الدم ونسبة الغلوكوز والدهون في الدم وزيادة الوزن بشكل مفرط والإصابة بالسمنة، وتلك العوامل تًسمّى "عوامل الاختطار الوسيطة".
تؤدي أهمّ عوامل الاختطار التي يمكن التأثير فيها إلى حدوث نحو 80% من أمراض القلب التاجية والأمراض الدماغية الوعائية. هناك أيضاً عدد من المحددات الكامنة للأمراض المزمنة، والتي يمكن تسميتها "أمّ الأسباب". وتلك العوامل هي انعكاس لأهمّ القوى المؤثّرة في التغيير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي- العولمة والتوسّع العمراني وتشيّخ السكان. ومن المحددات الأخرى للأمراض القلبية الوعائية الفقر والكرب.
قبل 4000 سنة
وفي هذا الشأن فقد اظهرت نتائج دراسة جديدة اجريت على مومياوات تعود الى حقبات مختلفة وتأتي من دول مختلفة ان تصلب الشرايين كان يصيب الانسان منذ ما لا يقل عن اربعة الاف سنة مما يدفع الى الاعتقاد ان امراض القلب والاوعية ليست ناتجة عن الحياة العصرية. ودرس فريق دولي من الباحثين بالسكانر 137 مومياء، 76 منها مصرية و51 بيروفية وعشر من جنوب غرب الولايات المتحدة وجزر ألوتيان في الاسكا تغطي معا 40 قرنا.
واكتشف الباحثون مؤشرات "مؤكدة او مرجحة" لتصلب الشرايين لدى ثلث المومياوات هذه. واقدم هذه المومياوات كانت الاكثر اصابة بهذا المرض المسؤول الرئيسي عن الازمات القلبية والجلطات الدماغية. وقال البرفسور راندال تومسون من معهد القلب في كنساس سيتي (ميسوري) المعد الرئيسي للدراسة "من الملفت ان نسجل انتشارا كبيرا لمرض تصلب الشراين في هذه الحضارات القديمة عبر العالم على فترة زمنية واسعة وفي صفوف اشخاص مختلفين كثيرا جينيا ومع انماط عيش وانظمة غذائية متنوعة ايضا".
واوضح ان "هذا المرض الذي ينسب الى نمط العيش والى الحمية الغذائية في الحياة العصرية، مرتبط بالتقدم بالسن على ما يبدو، او اننا ربما لا نفهم عوامل الخطر جيدا كما كنا نظن" ومنها عدم ممارسة اي نشاط و التدخين والاغذية الغنية باكلولترول. وعرضت الدراسة في المؤتمر السنوية لمعهد القلب الاميركي الذ عقد في سان فرانسيكو (كاليفورنيا غرب) ونشرت في مجلة "ذي لانسيت" البريطانية.
وكانت دراسة سابقة عرضها تومسون ونشرت العام 2011 اظهرت ان الكثير من مومياوات مصر كانت مصابة بتصلب الشرايين. الا ان الباحثين تساءلوا يومها ان كان ذلك مرتبطا بتناول نخب مصر القديمة اغذية غنية بالدهون. وقرر الباحثون يومها توسيع بحثهم لتشمل حضارات في حقبات اخرى. والى جانب مومياوات من مصر تعود الى اربعة الاف سنة درس العلماء مومياوات مزارعي ذرة من البيرو يراوح عمرها بين 2600 و600 سنة فضلا عن مزارعين من هنود اميركا كانوا يقيمون في هضبة كولورادو وصيادون من جزر أليوتان عاشوا بين عامي 1750 و1900
واكتشف العلماء مؤشرات الى وجود تصلب في الشرايين لدى 39 % من المومياوات المصرية و26 % من البيروفية و 40 % من تلك العائدة لهنود اميركا و60 % من صيادي الاسكا. واستنتج البروفسور تومسون "من الواضح ان هذا المرض كان منتشرا جدا في صفوف الشعوب القديمة" مشددا على "اننا نبالغ ربما في امكانية الوقاية من امراض القلب والاوعية من خلال حمية غذائية فقط". واعتبر الطبيب كاليب فينش استاذ علم الشيخوخة في جامعة كاليفورنيا الجنوبية في لوس انجليس واحد معدي الدراسة "هذا ليس مرضا مرتبطا فقط بنمط العيش بل باحد اعراض الشيخوخة في كل المجموعات البشرية".
وحتى انسان اوتزي الذي توفي قبل خمسة الاف سنة عثر عليه محفوظا في احدى مجلدات جبال الالب الايطالية العام 1991 مع شريان سباتي يعاني من التكلس على ما اوضح العالم. وحدد متوسط اعمار المومياوات التي تم درسها عند وفاتها ب36 عاما. الا ان تلك التي كانت مصابة بتصلب في الشرايين كانت اكبر سنا لدى وفاتها مع عمر 43 عاما بشكل وسطي. بحسب فرانس برس.
وكان اجل الحياة المتوقع في الازمنة الغابرة حوالى 40 عاما الامر الذي يدعم الفرضية التي تفيد ان تصلب الشرايين ملازم فعلا للشيخوخة على ما قال تومسون لكنه شدد على ان هذا لا يمنع التحرك من اجل السيطرة على بعض العوامل الاخرى مثل التغذية والرياضة والتدخين والكوليستيرول وضغط الشرايين.
صحة النساء
من جانب اخر ذكرت دراسة أميركية أن صحة النساء العقلية والنفسية تكون أسوأ من الرجال قبل التعرض لأزمة قلبية. وبيّنت الدراسة التي عرضت في الاجتماع السنوي لجمعية القلب الأميركية في بالتيمور، أن النساء يعانين غالباً من مشاكل صحية، أي ألم أكبر في الصدر، ونوعية حياة أسوأ من الرجال، قبل التعرض لأزمة قلبية.
وقام الباحثون من جامعة يال الأميركية بدراسة على 3 آلاف امرأة ورجل تتراوح أعمارهم بين الـ18 والـ55، شاركوا في دراسة عالمية تتعلق بمرضى الأزمات القلبية. وطرح الباحثون على المشاركين أسئلة بغية تقييم آلام الصدر الذي يعانونها، ونوعية حياتهم قبل تعرضهم للأزمة القلبية. ووجد الباحثون أن 40 في المئة من النساء، و27 في المئة الرجال، يعانون من داء السكري، و55 في المئة من النساء مقابل 48 في المئة من الرجال يعانون السمنة، و6 في المئة من النساء، مقابل 3 في المئة من الرجال، لديهم تاريخ بالجلطة الدماغية، و6 في المئة من النساء، مقابل 3 في المئة من الرجال توقف قلبهم في إحدى المرات. بحسب يونايتد برس.
كما وجد الباحثون أن 13 في المئة من النساء مقابل 9 في المئة من الرجال، عانوا قصوراً كلوياً، و49 في المئة من النساء و24 في المئة من الرجال عانوا الاكتئاب. وقالت كاتبة الدراسة والباحثة في طب القلب والأوعية الدموية في جامعة يال، رايتشل دراير، إن: النساء اللاتي تقل أعمارهم عن الـ55 عاماً أقل عرضة للتعرض لأزمة قلبية. وأضافت أنه: عند تعرضهنّ لأزمة قلبية، كانت النساء أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل صحية، وجسدية وعقلية، وآلام صدر شديدة، وبنوعية حياة أسوأ في الشهر الذي يسبق إصابتهنّ بالأزمة القلبية. وتابعت أن: هذه المعطيات تفترض أن الشابات كن يعانين أكثر من مرضهنّ القلبي من الشبان في الوقت الذي يسبق التعرض للأزمة القلبية.
الفطور الصباحي والسكر
في السياق ذاته اظهرت دراسة علمية نشرت نتائجها في الولايات المتحدة ان الرجال الذين لا يتناولون طعام الفطور الصباحي هم أكثر عرضة للاصابة بنوبة قلبية او الوفاة جراء مرض في القلب. وشملت هذه الدراسة عينة من 27 الف شخص تراوحت اعمارهم بين 45 و82 عاما، وأجريت بين العامين 1992 و2008.
وأظهرت النتائج ان الرجال الذين اعتادوا على عدم تناول الفطور يرتفع لديهم خطر الاصابة بنوبة قلبية او الوفاة من أمراض القلب التاجية بنسبة 27 % أكثر من اولئك الذين يتناولون وجبة صباحية. والكثير من الاشخاص الذين تناولتهم الدراسة ممن لا يتناولون الفطور هم من الشباب، وهم غالبا من المدخنين، والذين يمضون ايامهم في العمل، والعازبين، وقليلي النشاط البدني، والمكثرين من شرب الكحول.
وقال ليث كاهيل الباحث في جامعة هارفرد والمشرف على الدراسة "ان اهمال الوجبة الصباحية يمكن ان يؤدي الى مخاطر منها السمنة وارتفاع ضغط الدم والكولسترول والسكر في الدم، وهي عوامل تسبب النوبة القلبية". والرجال الذين يتناولون الوجبة الصباحية يبدون شهية على الطعام اكثر من الآخرين، ما يعني ان الممتنعين عن تناول وجبة الفطور لا يعوضون في الغالب النقص في التغذية خلال النهار. بحسب فرانس برس.
على صعيد متصل يعرف السكر بمضارة الصحية، لكن دراسة جديدة أكدت أن تناوله يحدث جهداً كبيراً في البروتينات الموجودة بعضلات القلب، ما يؤدي إلى توقفه عن العمل. وأجرى باحثون من جامعة تكساس دراسة أوضحوا من خلالها أن تناول ذرة سكر واحدة تجهد القلب، وتحدث تغيرات في البروتينات الموجودة فيه، ما يتسبب في ضعف ضخ الدم، وبالتالي توقف القلب عن العمل. وعمد الباحثون إلى إجراء اختبارات على حيوانات وعلى قطعة من قلب بشري استؤصلت لزرع جهاز مساعد في البطين الأيسر، وتبين لهم مدى الضرر الذي نجم عن السكر وبشكل خاص «الغلوكوز 6 ـ فوسفات».
وقال المعد الرئيس للدراسة، الدكتور هاينريتش تايغتماير، إنه عندما تكون عضلة القلب ضعيفة أساساً بسبب ارتفاع ضغط الدم، وأي أمراض أخرى، فإن تناول الغلوكوز يزيد الأمور تعقيداً. وحذر من أن كل حبة سكر تتناول في هذه الحال قادرة على التسبّب في توقف القلب نهائياً عن العمل.
مسكن ديكلوفيناك
الى جانب ذلك نُصح مرضى القلب بوقف تناولهم مسكن "ديكلوفيناك"، وهو أحد أكثر العقارات الطبية المضادة للالتهابات انتشارا في بريطانيا. وقالت الهيئة المنظمة للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا إن هذا المسكن قد يزيد بشكل كبير من مخاطر حدوث أزمة قلبية أو سكتة دماغية لبعض المرضى. ونصحت الهيئة مَن يعانون من مشاكل خطيرة في القلب بعدم اللجوء إلى هذا المسكن.
وجاء ذلك عقب مراجعة أوروبية لمخاطر تناول مادة "ديكلوفيناك". ويلجأ الملايين إلى استخدام هذا المسكن للتخفيف من بعض الآلام بما فيها الصداع وآلام الظهر والتهاب المفاصل. كما ينصح المدخنون ومن يعانون من ارتفاع في ضغط الدم وارتفاع في معدلات الكوليسترول والسكر بعدم تناول العقار إلا بعد استشارة طبيب ممارس أو صيدلاني. بحسب بي بي سي.
وأشارت الهيئة إلى أن عقار "ديكلوفيناك" مسكن آمن وفعال، وذلك بمعزل عن تلك المجموعة من الأمراض التي جرت الإشارة إليها.يذكر أن العام الماضي كتب الأطباء في بريطانيا حوالي ستة ملايين وصفة طبية لاستخدام المكسن. كما يمكن شراء العقار دون من الصيدليات دون وصفة طبية.
تقنيات وابتكارات
من جهة اخرى شهدت جامعة دلفت في هولندا اطلاق اول نموذج تجريبي لـ"طائرة اسعاف من دون طيار" في العالم قادرة على نقل جهاز للصدمات الكهربائية في وقت قياسي لمساعدة الاشخاص الذين يصابون بنوبات قلبية. وهذا النموذج المزود بست مراوح يمكن ان تصل سرعته الى 100 كلم في الساعة وان ينقل شحنة بزنة اربعة كيلوغرامات، قادر على التوجه بشكل مستقل الى هدفه عن طريق تحديد مصدر اتصال الطوارئ واستخدام بيانات مستقاة من نظام التموضع العالمي (جي بي اس).
وأكد مطور هذا النظام اليك مومونت البالغ 23 عاما وهو طالب بلجيكي في الهندسة، في بيان ان "نحو 800 الف شخص يتعرضون سنويا لنوبات قلبية في الاتحاد الاوروبي، وان "8 % منهم فقط يبقون على قيد الحياة". واوضح ان "السبب الرئيسي هو الوقت الطويل نسبيا الذي يستغرقه وصول فرق الاغاثة الى موقع الحادثة، اي ما يقارب عشر دقائق في حين ان الوفاة في هذه الحالات تحصل في غضون اربع الى ست دقائق".
واشار مورمونت الى ان "طائرة الاسعاف من دون طيار" قادرة على نقل جهاز للصدمات الكهربائية خلال دقيقة واحدة في منطقة قطرها 12 كلم مربع، ما يرفع فرص النجاة من هذه النوبات القلبية من 8 الى 80 %. وفور وصول الطائرة الى الموقع، يمكن للطاقم الطبي التواصل واعطاء التعليمات للاشخاص الموجودين قرب الضحية وخصوصا بالاستعانة بمذياع وكاميرا موجودين في طائرة الاسعاف. وهذه الطائرة الصغيرة من دون طيار لا تزال في مرحلة تجريبية لكنها جذبت منذ الاعلان عنها اهتمام هيئات الاسعاف الهولندية خصوصا في امستردام كما حصدت اعجاب المؤسسة الهولندية لصحة القلب، بحسب صحيفة الغيمين داغبلاد.
على صعيد متصل يوجه المهندسون السويسريون الذين يشتهرون بتصنيع أروع ساعات اليد في العالم مهاراتهم إلى مجال علاج أمراض القلب من خلال ابتكار منظم لضربات القلب يعمل بطاقة أقل معتمدا على فكرة ساعة اليد ذاتية الملء. وتوفر أجهزة تنظيم ضربات القلب الحالية التي تساعد على جعل نبضات القلب اكثر انتظاما شريان حياة للكثير من مرضى القلب غير ان حاجتها إلى العمل ببطارية عامل محدد لان التخلي عنها يستلزم التدخل الجراحي.
ويهدف أدريان زوربوتشن بقسم هندسة القلب والأوعية الدموية بجامعة بيرن إلى حل هذه المشكلة بجهازه الجديد مستعينا بآلية تشغيل الساعات ذاتية الملء التي طورها صانع الساعات السويسري ابراهام لويس بيرليت لاول مرة عام 1777. وبنفس الطريقة التي تملأ بها ساعة اليد الآلية نفسها عندما تتحرك على المعصم يولد جهاز تنظيم ضربات القلب الجديد تيارا كهربيا مستعينا بحركة عضلة القلب. ولإتمام ذلك يتصل الجهاز مباشرة بالقلب. بحسب رويترز.
وقال زوربوتشن إنه قام بتجربة الجهاز الجديد على الخنازير حيث ساعدها الجهاز بنجاح على تنظيم ضربات القلب بمعدل 130 نبضة في الدقيقة. وقال زوربوتشن "هذه دراسة جدوى. لقد أظهرنا أن من الممكن تنظيم ضربات القلب باستخدام طاقة ذاتية." ولا تزال الابحاث على الجهاز الجديد في مراحلها المبكرة ولم يتقرر بعد تجربته على الانسان. ولم يناقش زوربوتشن الفكرة مع أي جهات تصنيع محتملة لكنه قال إن الوقت مناسب على الارجح للبحث عن مؤيدين للفكرة.
قلب ميت
في السياق ذاته يقول جراحون في أستراليا إنهم استطاعوا إجراء أول جراحة لزرع قلب "ميت". وعادة ما تأتي تبرعات القلب من أشخاص بالغين تأكدت وفاتهم دماغيا، في حين تستمر قلوبهم في العمل بصورة سليمة. واستطاع فريق من مستشفى سانت فينسنت، في مدينة سيدني الأسترالية، إحياء قلب كان قد توقف عن النبض لمدة 20 دقيقة، ثم زرعه في جسد مريض.
وقالت المريضة التي زرع القلب بجسدها إنها تشعر كما لو كانت أصغر بعقد كامل، وإنها "شخص مختلف". والقلب هو العضو الوحيد الذي لا يمكن زرعه بعد التوقف عن العمل، وهو ما يعرف بالتبرع بعد توقف وظائف القلب. وعادة ما تؤخذ القلوب النابضة من المتوفين دماغيا، وتحفظ في ثلج لمدة حوالي أربع ساعات قبل زرعها في أجساد المرضى.
وتعتمد التقنية الجديدة التي استخدمها الأطباء في سيدني على إنعاش القلب الذي توقف عن العمل من خلال جهاز باسم "القلب في صندوق". ويدفأ القلب، ثم يستعاد النبض، ويحفظ في سائل إنعاش يساعد على تقليل تلف عضلة القلب. وكانت ميشيل غريبيلاس، 57 عاما، أول شخص يخضع لهذه الجراحة، وكانت تعاني من عيب خلقي في القلب. وخضعت للجراحة منذ أكثر من شهرين.
وتقول غريبيلاس: "أصبحت شخصية مختلفة تماما. أشعر كما لو كان عمري 40 عاما، أنا محظوظة جدا". وأجريت عمليتان ناجحتان بنفس الطريقة لاحقا. ويقول بيتر ماكدونالد، رئيس وحدة زراعة القلب في مستشفى سانت فينسنت: "يعتبر هذا الإنجاز خطوة كبيرة تجاه تقليل العجز في التبرع بالأعضاء". ويتوقع أن ينقذ جهاز "القلب في صندوق" حياة المزيد من المرضى بنسبة 30 في المئة، بزيادة الأعضاء المتوفرة. ويجرى اختبار الجهاز في العديد من أنحاء العالم.
ورحبت مؤسسات عديدة حول العالم بهذا التطور. واعتبرته مؤسسة القلب البريطانية "تقدما هاما".
وقالت مورين تالبوت، إحدى ممرضات عمليات القلب بالمؤسسة "من الرائع رؤية هؤلاء المرضى يتعافون جيدا بعد جراحة زرع القلب، التي بدونها كانوا سيستمروا في انتظار متبرع". وتستخدم طرق مشابهة لتدفئة وإنعاش الأعضاء، كالرئة والكبد، لتحسين حالتها قبل زرعها في جسد المريض. بحسب بي بي سي.
ويقول جيمس نيوبيرغير، المدير المساعد لوحدة الدم وزراعة الأعضاء بالخدمة الطبية الوطنية بالمملكة المتحدة، إن الجهاز "فرصة لزيادة أعداد وجودة الأعضاء المتاحة لزراعتها. ونتطلع لزيادة العمل على تحديد تأثير هذه التكنولوجيا على تحسين وزيادة عدد الأعضاء التي يمكن زرعها". وأضاف: "لكن من المبكر توقع أعداد المرضى الذين يمكن أن تنقذ هذه التكنولوجيا حياتهم كل عام، إن تبنينا هذه الطريقة في زرع الأعضاء في المستقبل".
 

أقسام الرافدين

عودة
أعلى أسفل