قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
لاتكونوا عُجُلاً مذاييع بُذُرًا،
فإن من ورائكم بلاءً مبرِّحًا مُمْلِحًا –
وفي بعض الطرق: مُكْلِحًا -
وأمورًا متماحِلةً رُدُحًا"
عجلا من العجلة فلا تكونوا عجولين
مذاييع جمع مذياع وهو من أذاع الشيء
المذاييع من ينشرون الأخبار
فإذا سمع عن أحد فاحشة أو رآها
أفشاها و أذاعها.
بذرا الذي لا يستطيع كتم سره
و يبذر الفتن
البذرالقوم لا يكتمون حديثا
ولا يحفظون ألسنتهم
النتيجة خلف ذلك بلاء شديد:
مبرحا من البرح هو الأمر ذو الشدةو
الشر و الشاق و المعنى أنه أمر شديد شاق و فيه شر.
مملحا الملحة لجة البحر بلاء شديد شر
واسع انتشاره.
وقيل في رواية مكلحا يجعل الناس كالحين عابسين
كلح عبس وأفرط في العبوس
ويقال "تكلَّح وجهُه لرؤية عدوّه"
متماحلة الممحالة القوة والشدة والإهلاك.
ردحا الفتن الثقيلة العظيمة التي يأخذ بعضها
برقاب بعض ( وتستمر ردحا ) حذر علي رضي الله عنه
من أمور ثلاثة يتورط فيها كثير من الناس عند الفتن فتوقدها
وتفضي إلى تزايدها وتفاقمها:
الاندفاع والتهور والعجلة وعدم
التأمل في عواقب الأمور
العجلة لا تأتي بخير ومن كان
عجول في أموره مندفع في تصرفاته
فإنه لا يأمن على نفسه من الزلل و الإنحراف
إشاعة الكلام دون تثبُّت ودون رويَّة
والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها
قبل تحققها.
يتسرع فيخبر بها و يفشيها و ينشرها
وقد لا يكون لها صحة.
ولو صحت فالواجب التأمل قبل نقلها
هل في نقلها مصلحة فيقدم عليه الإنسان؟
أم لا فيحجم عنه؟
اشعال نار الفتنة وزرع بذور
الشر بالنميمة و الإفساد بين الناس
وإذكاء موجبات الفرقة والتطاحن
والعداوة بين المسلمين.
قال تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن
أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول
وإلى أولي الأمر منهم لعلمه
الذين يستنبطونه منهم}