تتشكل شخصية الطفل منذ نعومة أظافره على يد أبويه، فالطفل الاتكالي ينشأ اتكاليا بسبب طريقة التربية التي تربى عليها. وقد لا يكون ذلك عن قصد من الأبوين إلا أنهما بطريقتهما الخاطئة في تربيته يساهمان بشكل كبير في نشأة طفل اتكالي يمثل عبئًا ثقيلًا عليهما وعلى الآخرين في المستقبل. وفي هذه الحالة وبعد ظهور مساوئ الاتكالية على الطفل تظهر معاناة كل من الأبوين. ومن هنا تنشأ الحاجة إلى ضرورة تغير شخصية الطفل الاتكالي لطفل يعتمد على نفسه.
ما هي أخطاء التربية التي تجعل الطفل اتكالي؟
أجمع الخبراء على أن اتكالية الطفل أمر لا يولد به، ولكنه ينشأ هكذا بسبب ممارسات خاطئة من الأبوين في تربيته. ومن أبرز أخطاء التربية التي تتسبب في خلق طفل اتكالي ما يلي:
- التدليل : يفسد الطفل ويجعله معتمدًا على أبويه ومن ثم الآخرين.
- الاهتمام المبالغ فيه والحماية الزائدة: الخوف الزائد على الطفل والقيام بكل المهام خوفًا عليه وتعزيزًا لسلامته.
- توبيخ الطفل: يجعل الطفل غير واثقًا من قدراته ولذلك يفضل الاتكالية على اعتماده على نفسه.
- النقد اللاذع : يهدم حافز الطفل على الاعتماد على النفس خوفًا من النقد المتوقع ضده.
- فعل كل شيء للطفل وعدم تعويده الاستقلالية والاعتماد على النفس بالتدريج وبحسب مراحل عمره المختلفة.
- عدم منح الطفل الفرصة الكافية لاختبار الحياة والانخراط في المواقف المختلفة لتعلم الاستقلالية في مواجهتها ومن ثم انعدام قدرته على التصرف فيها، ومن ثم انعدام الاعتماد على النفس في التعامل معها.
الطفل الاتكالي من صنع الأسرة، وبسبب نشأته يكتسب بعض الصفات السيئة التي تعكس شخصيته غير المستقلة، والاتكالية في حد ذاتها صفة من صفات الطفل الاتكالي، ولكن توجد بعض الصفات التي تلتصق به والتي أوضحها لنا خبراء التربية، وهذه الصفات هي:
- مدلل : لا يقوم بشيء بنفسه كل ما يريده يحصل عليه في الحال.
- لا يعتمد على نفسه : مصاحبًا لأبويه وملتصقًا بهما بصفة دائمة.
- غالبًا ما يكون الطفل الاتكالي طفلًا عصبيًا.
- كثير الصراخ والبكاء.
- يشكو كثيرًا.
- لا يتفاعل مع الآخرين ويفضل العزلة.
- متطلب دائمًا.
- ضعيف الشخصية.
- تابع وغير مستقل.
تقع مسؤولية اتكالية الطفل على الأبوين وليس عليه هو، لأنهما هما من غرسا فيه هذه الصفة السيئة بطريقة تربيتهم له، ولذلك من الضروري أن ينتبه كل منهما إلى الأفعال التي جعلت من طفلهما طفل اتكالي. والبدء بوضع بروتوكول خاص يضمن تغيير شخصية الطفل الاتكالي ليعتمد على نفسه. وليحدث ذلك لابد من بذل جهد كبير وخصوصًا في البداية حتى يتحسن سلوك الطفل ويصبح طفلًا مستقلًا يمكنه الاعتماد على نفسه.
تغيير شخصية الطفل الاتكالي:
تقع مسؤولية تغيير شخصية الطفل الاتكالي على الأبوين اللذان يتعين عليهما الانتباه مبكرًا لمخاطر ترك الطفل اتكاليًا دون اصلاحه، لأنه كلما كان ذلك في مرحلة عمرية أبكر كلما كان انقاذ الطفل من مخالب الاتكالية أسرع وانجح، لأنه بمجرد انتقال الطفل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة عمرية أخرى سيكون من الصعب تغيير شخصيته.
ولتغيير شخصية الطفل الاتكالي ليعتمد على نفسه يجب على الأبوين البدء في تطبيق الخطوات التالية:
التواصل الفعال:
بداية وكخطوة أولى يجب أن يتحدث كل من الأبوين مع طفلهما الاتكالي إذا كان في سن يمكنه فهم ما يُلقى على مسامعه. ولكي يكون التواصل مثمرًا يجب أن يتم بهدوء وبطريقة تتماشى مع شخصية الطفل الاتكالي وبدون صراخ أو انفعال. وتحتاج هذه الخطوة إلى صبر الأهل وبعض الأمور الأخرى حتى تظهر بوادر التغيير على الطفل من خلال أفعاله بعد تطبيق نصائح وإرشادات الأهل له.
إسناد بعض المهام البسيطة إليه:
في البداية يمكن اسناد بعض المهام البسيطة إلى الطفل الاتكالي ليقوم بها، كأن يقوم هو بترتيب غرفته أو ترتيب أغراضه الخاصة والتزامه بذلك بصفة دائمة.
مدح الطفل الاتكالي:
يجب مدح الطفل الاتكالي عند نجاحه في انجاز ما أسند إليه من مهام لأن ذلك يشجعه على الاستقلالية، ويحفزه على استمرارية اعتماده على نفسه.
التشجيع والتقدير:
التشجيع والإشادة بسلوك الطفل الاتكالي يساعد في تغيير شخصيته من الاتكالية إلى الاعتماد على النفس لأنه يشعر بقيمته من خلال ما يقوم به من أعمال تشعره بقيمته، كما أن تقدير الطفل يجعله يشعر بكفائته وهذا أمر مهم في تعزيز ثقته بنفسه ومن ثم تعزيز ثقته في قدرته على الاعتماد على النفس.
ترك الطفل ينفذ ما عليه من مهام بطريقته حتى وإن أخطأ:
قيام الطفل بما أسند إليه من مهام خطوة مهمة في تغيير شخصيته من طفل اتكالي إلى طفل يعتمد على نفسه، ولذلك يجب تقبل النتائج حتى مع وقوعه في الخطأ ثم الاهتمام بتعليمه الطرق الصحيحة لتنفيذ هذه المهمة بطريقة مرنة ودون ضغوط من أي نوع حتى يتعلم الطفل الاستقلالية بالتدريج ولكي لا ينفر منها.
حثه على التفاعل مع الآخرين:
الميل إلى العزلة أحد صفات الطفل الاتكالي، ولذلك ولتغيير شخصية الطفل الاتكالي ليعتمد على نفسه، يجب حثه على التفاعل مع الآخرين ليبدأ في الانخراط معهم وفهم قيمة تبادل المساعدات بينه وبينهم، لأن مساعدته للآخرين خطوة فعالة وضرورية لتغيير شخصيته.
ما هي اللاءات الستة التي لا يجب أن يرددها كل من الأبوين خلال تغيير شخصية الطفل الاتكالي؟
