• منتديات شباب الرافدين .. تجمع عراقي يقدم محتوى مميز لجميع طلبة وشباب العراق .. لذا ندعوكم للانضمام الى اسرتنا والمشاركة والدعم وتبادل الافكار والرؤى والمعلومات. فأهلاَ وسهلاَ بكم.

راقت لي

سليم البصري

مشرف مساحة حرة
كادر اشراف المنتديات
2019-05-25
19,332
الانبار
جوهرة
დ24,407
الجنس
ذكر
قتلتها بيدي ولست بمجرم

نعم، فعلت. وحسناً أتممت. لا يلمنني أحد على فعل القتل، فليس كل قتل بجريمة، وإن كان، فليست كل جريمة ـ نكراء. قتلتها بصفاء ذهن وارتياح ضمير. أنجزت عليها واستمريت محاولاً حتى فارقتها الروح، لم يهدأ خاطري إلا عند رؤية أوصالها تتفكك وأجزائها تتمزق والروح تفارق إلى غير عودة. كنت على أهب الاستعداد لاستخدام أبعد معايير الإرهاب بغرض إنجاز المهمة، إنجاز القتل، قتلها.
كل ما يخرج عن المألوف والمعهود، نهايته واحدة، الدمار. قد تختلف الأعمار والطرق بين حالة وأخرى، لكن النهاية واحدة. فهي إمّا تدمير الحالة نفسها، أو تدمير الحالة لنا، والسلطة بين أيدينا. نختار إما تنمية الحالات وتطويرها، كي تقضي علينا لاحقاً من دون علمنا المسبق، أو استئصال الحالات المماثلة، ويكون حينها الخلاص للكيان.

نهشت مجتمعاتنا اليوم، حالات عدة مماثلة، وانجرف في هذا التيار آلاف المواطنين كي لا نقول “الأمة” بأسرها. دمرتنا وعقولنا وماضينا والمستقبل. أما الحاضر بين أيدينا، حاضر في حالة إنعاش، حاضر في العناية الفائقة يكاد يسلم الروح لكن إن أحسنّا التصرف قد نخلص ومستقبلنا.
إنْ غرقنا في الأسباب المؤدية قد لا نصل لسطح الماء، ولكن الأساليب المؤمنة لعودتنا إلى شطّ الأمان، متوفرة.
لم تصل شجرة يوماً عند الله. ولن. لذا، دعونا نتلمس الواقع ونستمد الرّضا والاكتفاء والفخر والعنفوان والعزة والكرامة من الداخل، وليس من أي مخلوق آخر وجد على الأرض. لنعلّم أننا أسياد أنفسنا، وليس للآخرين ذرة تأثير في مجريات أمورنا. لنفعل ما ننوي إتمامه، على أسس منبثقة من الذات، وليس إرضاء للآخرين، وطبعاً ليس استكباراً ولا تعالي ولا “تفشيخ”.

إنها، الأنا، الأنا التي شرذمت النفوس قبل الحشود. لدرجة أصبح رمي السلام على المارة، فعلاً مشيناً، فمن أنا ومن همّ؟ الأنا سحقت كل أمل بارتقاء ذواتنا، وبالتالي ارتقاء مجتمعاتنا، إذ إن الذات وحدة في كيان المجتمع، بالتالي الذات مجتمع والعكس صحيح.
لنعلّم أن خيطاً رفيعاً جداً يفصل بين التكابر والتعالي “وشوفة الحال” من جهة ومعرفة القيمة الحقيقية للذات من جهة أخرى، ولنعلم أن من يفقه قيمته جيداً، واثق هو من أنه ذرة في عالم الحكمة، بالتالي لا داعي لواقع افتراضي نفرضه على أنفسنا وعلى من حولنا، لا داعي للوهم، لا داعي لنفاق، نصدق حقيقته من كثرة جهلنا، لنجعل أنفسنا أسياداً ذوات نسقط في أول امتحان للواقع.

يسمو من يتضع، لا بل من يسير وفق أحكام المنطق ويجد السلام الداخلي والقناعة والاكتفاء والفخر وكون المصدر الذات نفسها لا تقييم فارغ من أي آخر.
الأنا، هزمتنا على الجبهات كافة، أخلاقية كانت أم اجتماعية أم فقهية وطبعا اقتصادية. ماذا نريد بعد؟ ماذا نريد أن نصنع من أنفسنا، مهزلة للتاريخ؟
فلنعلم ولنختبر ولنحترف شؤننا الخاصة، بعيدا عن أي عامل خارجي، لسنا بحاجة لشهادة من أحد كي نحلق في سماء هذه الدنيا. “على قد بساطك مدّ إجريك”. وهنا أتكلم عن مدع ومدعية، يدعون في العلم فلسفة وهم إن حفظوا شيئا غابت عنهم أشياء، أتكلم عن “مرت عليه دنبت السعد” وتركت له في حسابه بعض المال ليمرّ رافعا الرأس شامخاً الأنف، وجهله يغيب ظله.

أتكلم عن مدع للأخلاق، ولا يفوت فرصة واحدة إلا ويستغلها بكل ما أوتي من خبث. أتكلم عن مدع للدين، يرفع يداه للسماء بعد سحبها من جيوب الآخرين. أتكلم عن مدع للعفة والعالم أصبح قرية كونية، عمن استدان مبالغ طائلة كي يتملك “فخامة” السيارات وهو يركنها في المرأب لاضمحلال السيولة المخولة إياه “إطعام” سيارته الفخمة، إن كان يأكل هو أساساً. أتكلم عن أنثى تطمح لشراء الفستان “الأكلس” ليطغى “سحرها” وتصبح محط الانتباه وهي من تصبح محط كلام وثرثرة الآخرين. أتحدت عمن أرادا الزواج، وورثّا أولادهم ديوناً، صرفاها بفترة زمنية لم تتعد الـ7 ساعات، عن راسب يدعي النجاح.
إنها الأنا، الأنا التي ليس باستطاعتها تقبل الواقع والعمل على تحسينه بل تحاول جاهدة، “إخفاء الغبار تحت السجادة”، تلجأ على الدوام لتزييف الواقع من أجل رسم أبهى الصور الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية، والواقع لا يكذب والحقيقة واحدة.
إنها الأنا، وما أدرانا ما الأنا، فما ذكر أبسط ما يمكن ذكره، وآثارها لا تزال في بداياتها فنحن نتكلم عن بضعة عقود ومن يعلم ما قد تخبئ تداعيات هذه الحالة.

قتلتها، هل حقاً فعلت؟ هل نجحت المحاولة؟ أهنالك فرضية تقمص قد تلوح في الأفق؟ أأوهمت نفسي بقتلها، أم اختبأت في عقلي الباطني، أم اندثرت في لاوعيي؟ أهي أكثر دهاء وتقود عملية تضليل؟ لا أعلم، لكني سأقتلها يومياً إلى انقضاء الدهر.
 
القائمة الجانبية للموقع
خرّيج وتبحث عن عمل؟
تعيينات العراق
هل أنت من عشاق السفر حول العالم؟
إكتشف أجمل الأماكن
هل أنت من عشاق التكنولوجيا؟
جديد التكنولوجيا
عودة
أعلى أسفل