قصة متسلسلة قصة الحب حنين و فارس ( من جزء الاول حتى الجزء الخامس ) معا

الإهداءات
  • غزل من من قلب الغزل ..:
    ضياءٌ شعَّ من أرض المدينة و زُفَّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة سبطه الأول الإمام المجتبى (ع).✨💚
  • غزل من قلب الغزل:
    "يارب دائمًا اعطنّي على قد نيتي وسخر لي الأشخاص اللي يشبهون قلبي🌿✨. .
  • غزل من قلب الغزل:
    مارس الرحمة قدر المُستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفهُ حولك.💐
  • غزل من قلب الغزل:
    اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا ♥️😌

جزء الاول

(حنين) هي الطفلة المدللة لعائلة غنية هي عائلة (الحاج رشيد)والمكونة من 6 افراد بالاضافة الى
الام والاب..جميع اخوانها واخواتها هم اكبر منها لديها ثلاث اخوات واخوين(صلاح
وحيدر).تدور الاحداث هنا بينها وبين شقيقها(حيدر)الذي يكبرها ب(10)سنوات حيث كان
من المفروض ان يكون حيدر اخر العنقود لكن عندما بلغ حيدر (10)سنوات,شاءت ارادة
الله ان تصبح ام صلاح حامل مرة اخرى وكانت اخر العنقود(حنين)_بطلة حكايتنا_.طبعا
العلاقة بين الاخوة والاخوات كانت طيبة لكن حنين وحيدر كانا على النقيض بسبب غيرة
حيدر من حنين التي اخذت مكانه(حسب اعتقاده)في قلب والديه وكان حيدر يحاول بكل
الطرق ان يسيطر على حنين لكنها كانت بنت شقية ومدللة,
ودلوعة والديها . كانت حنين ذات شعر طويل وناعم وعيون ملونة وكانت اطول من بنات
الجيران ممن كانو في مثل عمرها الى درجة انهم كانو يظنون ان حنين اكبر منهم
ولهذا السبب كانت بنات الجيران يمتنعن عن اللعب معها ولهذا تضطر حنين أن تلعب مع اولاد
الجيران الذين بمثل عمرها وبعكس بنات الجيران كان جميع اولاد الجيران يحبون حنين ويسعون لكسب رضاها . وكانت بالمقابل صارمة معهم ولا تسمح لأحدهم بالتجاوز عليها كونها ..اما حيدر فكان دائما يمنعها من أن تلعب مع الاولاد خوفا عليها.
اليوم صار عمر
حنين(10)سنوات اما حيدر فأصبح عمره(20)سنة وكالعادة كانت حنين تلعب مع اولاد
الجيران في الشارع وتركض مثلهم وملابسها متسخة كأغلبهم.. ولم تنتبه لوصول (حيدر) برفقة صديقه(فارس) وهما عائدين من
الكلية,أما حيدر وفي اللحظة التي لمح وجودها بين مجموعة الاولاد توجه ناحيتها وبعصبية سحب يدها من بينهم وهو يتوعد بمعاقبتها عند وصولهم للبيت وحاول ضربها لكن فارس انقذها من بين يديه والتفت الى حيدر.
فارس: على كيفك بيها حيدر, خطية طفلة اشون تتعامل وياها بهالقسوة؟
حيدر بنفس العصبية :فارس خليني اضربها هاي متتعلم
الا تنضرب(والتفت الى حنين):وانتي ولج كم مرة اكوللج لا تلعبين وية الولد
بالشارع,مو هناك البنات ديلعبون ليش متروحين تلعبين وياهن؟
حنين (وهي تمسح دموعها ببراءة):والله
ميرضون العب وياهم.حتى روح اسألهم .
فارس اخذها وأجلسها بحضنه ومسح
دموعها :لا تبجين حبابة,يلا روحي لبيتكم هسة وغسلي وجهج.
وفعلا دخلت حنين الى البيت وغسلت وجهها وغيرت ملابسها وجلست بهدوء على الارجوحة,وبعد قليل دخل كل من
فارس وحيدر الى البيت ..توجه حيدر لداخل البيت وطلب من امه تحضير الغداء له ولفارس الذي فضّل الانتظار في الحديقة وانتبه لحنين التي كانت تنظر له بفضول وبعينين بريئتين .
فارس ملاطفاً لها: ما شاء الله اشون طالعة حلوة
بهالملابس النظيفة . ما كلتيلي انتي شنو اسمج؟
حنين: آني اسمي حنين.
فارس:الله شنو هالأسم الحلو..عاشت الاسامي
حنين.
ابتسمت بخجل .
تقدّم منها معرّفاً بنفسه: و اني اسمي فارس صديق اخوج حيدر.
عَبَسَ وجه حنين على ذكر حيدر .
ابتسم فارس وسألها:
انتي بعدج زعلانة من حيدر؟
حنين هزت رأسها بــ(نعم)
فارس وهو مستمتع بمحادثتها:تدرين حنونة بصراحة حيدر ما يلاّم..لأنه يخاف عليج..ميصير بنية حلوة مثلج تلعب وية الولد بالشارع.

حنين ببراءة:آني ما احب البنات اكرههم.
ضحك فارس لجوابها: وليش متحبيهم؟
حنين: همة ميخلوني العب وياهم وميقبلون اصير الأميرة,يكولون انتي صيري الأم لأنه
انتي طويلة.
فارس(ابتسم لتفكير الاطفال):بس صحيح انتي المفروض متصيرين الاميرة انتي المفروض تصيرين
الملكة.
حنين :زين إنت َما عندك اخت صغيرة مثلي؟
فارس: لا والله ولو عندي اخت
الا اجيبها تلعب وياج يومية هي وين تلاكي صديقة حلوة مثلج.
زفرت حنين بيأس.
استمر فارس بنصحها وهو جالس قربها على الارجوحة: اكوللج حنين انتي لا
تزعلين من حيدر لأن حيدر كوللش يحبج ويخاف عليج وميريدج تتأذين,اوكي ؟
حنين(هزت راسها):نعم .
وبهذه الاثناء حضر حيدر ولاحظ الإنسجام بين فارس وحنين في اللحظات الاولى من لقائهم واستغرب أكثر لهدوء حنين وهي مع فارس
اقترب منهم وجلس بجانب حنين التي تململت في جلستها احتجاجا على جلوسه قربها..
ابتسم حيدر بدوره وقال مشاكساً لها:
هيلا يا رمانة ..حنّونة زعلانة
منو اليراضيها؟..محّد يراضيها.

..ضربه فارس بخفّة على كتفه:
ولك حيدر مو كافي عاد كبّر عقلك شوية.
حيدر ممازحاً لفارس: ها فارس تبيعني لخاطر حنونة؟..عالعموم اذا تريدها اخذها لبيتكم احنة منحبها.
حنين التفتت لفارس موضحة: والله كلهم يحبوني..ماما وبابا وصلاح وو...
قاطعها فارس :حتى آني احبج حنونة..عوفيه لحيدر بس هو يحب يضحك وياج.
حنين التفتت لحيدر:مو أكَولك كلهم يحبوني؟
حيدر قرص وجنتيها: يلا يلا آني هم راح احبج وأمري لله..هيَّ بقت علية.

نهضت حنين من مكانها وهي تسأل عن الساعة..أجابها حيدر بأنها الساعة الرابعة عصرا..توجهت بسرعة لداخل البيت .
حيدر: ها وين رايحة؟
حنين :اروح اشوف السنافر.


فارس:والله حيدر انتة ظالمها هالطفلة
شوفها اشون رقيقة وهادئة.
ومرت الأيام وتعلقت حنين بفارس
وبالمقابل فارس تعوّد على حنين وبراءة كلامها واسئلتها خصوصا انها دائما
من تفتح له الباب وتستقبله في زياراته المتكررة لــحيدر.
صار عمر حنين(12سنة)واليوم
بالتحديد هو يوم توزيع نتائج السادس الابتدائي و كانت حنين من
المتفوقات,حنين استلمت النتيجة وكانت الاولى على مدرستها,رجعت للبيت وهي مرفوعة
الرأس وسط صديقاتها وجاراتها,ولما وصلت الى البيت كان حيدر مجتمع مع اصدقائه قريباً من
باب البيت.
حنين ولشدة لهفتها وفرحتها بالنجاح توجهت راكضة نحو حيدر وأصدقائه..
حنين:حودة حودة باركلي طلعت الاولى عالمدرسة كلها.

(حودة هو اسم الدلع الذي أطلقته حنين على حيدر داخل البيت في لحظات الصفاء بينهم,لكن حيدر نبهها مراراً
الا تذكر هذا اللقب خارج البيت )

أحمرّ وجه حيدر بين اصدقائه وحاول أن يقلب
الطاولة على حنين.
حيدر ساخراً منها: ايييه وهسة اليسمعج يكول
الاولى ع العراق.
(وضحك هو واصدقائه)ما عدا فارس. الذي نهض من مكانه بعصبية مدافعاً عن حنين.

فارس موجها كلامه لحيدر ولأصدقائه:حيدر شبيك؟هذا بدل
متباركلها لأختك؟,وانتو ليش تضحكون؟منو بيكم اللي طلع الاول على مدرسته وهو بالسادس؟

سكت الجميع بينما توجه فارس ناحية حنين التي كانت لاتزال واقفة بمكانها وعيونها
دامعة من الاحراج.

فارس مع ابتسامة لطيفة: مبرووك حنونة,صحيح انتي الاولى عالمدرسة؟
حنين(هزت راسها):نعم.
فارس:عفية
بالشاطرة, وعناد بيهم الا باجر اجيبلج احلى هدية بالسوك.

حنين ابتسمت وسط دموعها شاكرة له.

وفي عصر اليوم الثاني كان فارس واقفا عند الباب منتظرا لحيدر ..وكالعادة حنين هي من تفتح له الباب..
فارس بأبتسامة: ها حنين اشونج اليوم؟
حنين:الحمد لله, تريد حيدر؟
فارس: اي نعم بس قبل
حيدر تفضلي هاي الهدية (ومدَّ لها كيسا انيقا بداخله لعبة جميلة )مثل ما وعدتج.
حنين(شهقت):صحيح؟هدية
الي؟
فارس:اي
صحيح ..مو انتي الاولى عالمدرسة لو آني غلطان؟
حنين وهي تحمل الكيس بفرح: اي صحيح.
فارس: وكل درجاتج عالية؟ حنين: إي صحيح,بس
بالرياضيات اخذت 92

ابتسم فارس:بس الرياضيات كوللش سهل..مرة ثانية ما ارضى تاخذين اقل من 100
حنين:ليش انتة شاطر بالرياضيات؟ فارس: اني
أصلا اختصاصي
رياضيات واذا عندج مشكلة بس كوليلي اوكي؟
حنين: ان شاء الله.
واخذت حنين الهدية من فارس وتوجهت لداخل البيت فصادفها حيدر بخروجه وسألها
حيدر: هااي لمنو الهدية؟ أكيد الي.
حنين وهي تحتضن الكيس:لااا عيني هاي الهدية الي آني من فارس لأنه
طلعت الاولى.
حيدر:فارس
شنو؟كولي عمو فارس..وبعدين انتي شكرتيه ع الهدية؟.
حنين التفتت لفارس وتوجهة ناحيته وقبّلت خده:شكرا.
ودخلت حاملة هديتها بفرح.

وكانت هدية فارس عبارة عن سنفورة لطيفة مع اكسسواراتها وفعلا صارت الهدية جزء من
حنين وصارت تجلس معها بالساعات تمشط لها شعرها وتغير لها فساتينها.

إنتقلت حنين للصف الأول المتوسط حيث كل شيء مختلف عن مرحلة الابتدائية وبالنسبة للرياضيات كانت حنين تلجأ لفارس اذا صادفتها مشكلة في الرياضيات
وكان هو يفرح لأسئلتها ويفرح أكثر لإستيعابها السريع وظلت على هذا الحال الى ان أصبحت حنين وبمساعدة فارس متميزة
في الرياضيات والفيزياء بشهادة مدرساتها واستمر الحال الى ان بلغت حنين ووصلت لمرحلة
الثالث متوسط وصار عمرها(15سنة) عندها نبهتها امها ان تمتنع عن فتح الباب او الخضوع بالقول والكلام مع اصدقاء حيدر خصوصا (فارس) لأنها لم تعد صغيرة وإذا حدثَ والتقتهم صدفة
أن تكتفي بالسلام فقط .

يتبع ...........


جزء الثاني


تخرّج كل من حيدر وفارس من الجامعة
واستمرت صداقتهم بعد التخرج رغم أنّ حيدر اكتفى بالشغل الحر مع والده وأخوه صلاح وأعمامه اما فارس فأتجه لدراسة الماجستير.
اليوم امتلأ بيت الحاج رشيد بالمعازيم وتعالت اصوات الزغاريد من كل مكان لأن اليوم هو حفلة زواج حيدر وطبعا كانت حنين واخواتها وقريباتها بقمة السعادة و الاناقة اما اصدقاء حيدر ومن ضمنهم فارس فكانوا يشاركون اهل حيدر الفرحة وكانوا يساعدون في تهيئة الترتيبات الخاصة بالزفاف والحفل المقرر في احد القاعات الكبرى.
إنتهت البنات من اللبس الأنيق ووضع المكياج وتوجهوا ناحية السيارات ولم يتبق سوى حنين مع بعض اللمسات حيث كانت بنات خالتها بإنتظارها خارج البيت.
خرجت حنين بسرعة من البيت وصادفت فارس الذي كان في قمة اناقته
وبمجرد ان التقت عيناهما..دق قلبها وبسرعة..ابتسمت بخجل..
فإبتسم بأدبٍ تعشقه.

. حنين بإرتباك: السلام عليكم
فارس:وعليكم السلام,وين رايحة؟
حنين ابتسمت: طالعة وية بنات خالتي ..دينتظروني بالسيارة.
فارس بتأنيب: وتطلعين بهذا الفستان والشارع مليان شباب؟

(وكانت حنين ترتدي فستاناً ضيقاً بينما صففت شعرها بطريقة غجرية وأضافت لملامحها البريئة مكياجا هادئاً يليق بكونها آنسة)

إرتبكت حنين:ااا...كل البنات هيج لابسين,(وبمزح لتبرر ): وبعدين اليوم عرس حيدوري.

فارس بجدية: اي اعرف عرس حيدوري (وبنبرة حرص) :بس يا عيني عالاقل خلي حجاب خفيف يغطي شعرج ..

استغربت حنين لطلبه لأنها اصلا غير محجبة..

أدرك هو حيرتها فأجابها: من نوصل للقاعة اخذي راحتج ..بس بالشارع ميصير تطلعين وانتي هيج..حتى حيدر ما راح يرضى.

أشارت الى السيارات خارجا: مو أخاف اتأخر عن البنات.

اجاب بلطف: اذا تأخرتي آني اوصلج بنفسي..يلا حبابة راح تتأخرين.

وكما المسحورة عادت حنين لغرفتها وصارت تفتش بسرعة عن حجاب يناسب لون الفستان وفعلا وجدت شيئا مناسبا وضعته بسرعة على شعرها ونزلت حتى تلتحق ببنات خالتها اللواتي استغربن تأخرها ومن ثم حجابها السريع. لم تلتفت لأسئلتهن الفضولية بل كانت تبحث بعينيها عن فارس الذي كان يراقبها من بعيد والذي ابتعد فور رؤيتها قد نفذت ما طلبه..

التقت عينها بعينه فأشار لها بيده رافعا اصبعه الابهام لأعلى بمعنى(أحسنتِ)

وفعلا ارتاحت حنين لإشارته تلك وإنطلقت مع بنات خالتها للمشاركة في موكب زفاف حيدر,
وصل الجميع الى القاعة وكان الحفل مختلطا..شاركت حنين مع بنات خالاتها واعمامها رقصهم وفرحتهم بحيدر ..بينما اشترك فارس مع جمع من الأصدقاء ومعهم حيدر طبعا في (رقصة الجوبي_الدبكة العراقية)
لم تستوعب حنين انها كانت تراقب فارس عن بُعد وكأن ليس في الحفل سواه.. وانتبهت بل وفرحت أكثر انه لم يكن يهتم بمراقبة الفتيات رغم كثرتهم وداهمها إحساس غريب ترجمته حنين بقلبها على انه بداية حب.

وهل للحب بداية؟

حيدر وبعد زواجه سكن في بيت قريب من اهله وبمرور السنتين الاولى رزقه الله بطفلين اثنين (زهراء وعلي) واستمرت صداقته مع فارس رغم قلة لقاءاتهما .

حنين وصلت للسادس العلمي وأصبح عمرها الآن (18سنة)وصار لزاما عليها الاهتمام بدروسها وتحقيق معدل عالي يؤهلها لدخول احدى الكليات العلمية .ومن ناحية مشاعرها تجاه فارس صارت حنين متأكدة من ان تعلقها به قد تحول الى حب له..وصار فارساً لأحلامها التي تعرف انها لن تتحقق لانها لا تعرف مشاعره
تجاهها بالضبط وما هو موقعها في قلبه.

أما فارس...فكان يتيم الاب من عائلة مكونة من 4 اخوة وكانت الحالة المادية لعائلته بسيطة جدا, ورغم بساطة الحال لكن فارس واخوانه كانوا مضرب المثل في في القناعة والاخلاق العالية والادب.

ومن ناحية مشاعره ....كان فارس يدرك ان تعلقه بـــ حنين منذ كانت في العاشرة من عمرها قد تحول الى حب مستحيل. ومتأكد بأنه سيمضي به العمر ولا يستطيع البوح بمشاعره لأي كان ...فليبق حنينه اليها سراً لا يعلم به إلا رب القلوب..فهي صغيرته وأخت رفيقه ..

وهو كذلك لا يريد أن يظلمها بأن تعيش بمستوى بسيط كمستوى عائلته فهناك الفارق المادي بين عائلته وعائلة حنين رغم أنه لم يشعر بهذا الفرق طوال سنين علاقته مع حيدر..

لكنها تبقى في نظره تلك المدللة التي لا يرفضون لها طلبا..والتي تستحق ان تبقى اميرة متوجة..

هو متأكد أنها تحترمه ..ويكفيه منها تلك المشاعر.



اليوم كانت حنين مع امها في المطبخ,,دخل حيدر وهو مبتهج متتبعا لرائحة الطعام الشهية

حيدر: قبّل رأس والدته: السلام عليكم.

الأم وحنين: وعليكم السلام.

الأم: ها حيدوري يمة اشو ما بينت اليوم مو عوايدك؟خير ان شاء الله .

حيدر وهو يتذوق الاكل:اي طبعا كل خير..تصوري اليوم رحنا خطبنا لفارس.وأخيرا ابو الفوارس العازب اقنعناه حتى يدخل القفص الذهبي.
الأم بفرح :صحيح والله ؟اي عالخير والله فارس خوش ولد والف من تتمناه.

حيدر: ايييه والله يمة وتعرفين ما يرضى يتزوج الا امه واخوانه لحّوا عليه..

الأم:ومنين العروسة؟

حيدر:وحدة من اقاربهم امه اختارتها وهو وافق.

حنين كانت تستمع لكل كلمة بين والدتها وحيدر وكأنها غُيبت عن الواقع..شعرت بأنفاسها تتلاحق وكأنها على وشك ان تفقد الوعي لذا استأذنت امها في الذهاب لغرفتها لدقائق.

حنين: ماما راح اصعد شوية الغرفتي.

الأم التي كانت تُحقق مع حيدر عن أصل وفصل العروسة التفتت لحنين : اي بنتي براحتج.

وصلت حنين لغرفتها وما إن اقفلت الباب حتى صبّت دموعها دون توقف وخاطبت نفسها
(شبيج حنين؟وشنو متوقعة من تعلقتي بيه؟لو انتي عيشتي نفسج بوَهَم طول هالسنين؟وَهَم اسمه فاارس.. وإنتِ تعرفين انه هو طول عمره يعاملج مثل اخته مو اكثر ..اااااااه يا ربي اشون اكدر
انساه بس..وشنو أنسى حتى انسى؟ لو اعرف أحد نسى ايام عمره جان نسيته )


خطوبة فارس وانهيار احلام حنين وما تبعها من قلق نفسي كانت كلها قبل امتحانات نصف السنة ومنذ سماعها لخبر خطبته صارت حنين اقل حيوية واكثر شرودا وفقدت شهيتها للأكل وفقدت حتى تركيزها على دروسها الأمر الذي حيّر اهلها عن تبدل حال صغيرتهم المدللة. فلم يطالبوها بهذه الفترة بأكثر من النجاح واجتياز الامتحانات.

حيدر هو الآخر بدا مستغرباً لتبدّل حال اخته..قرر ان يتقرب منها عسى ولعل ان تفضي له بما في قلبها.
اقترب حيدر من حنين التي كانت تمسك بإحدى المجلات بشرود..جلس بالقرب منها مع ابتسامة اخوية..انتبهت له وابتسمت بالمقابل .

حيدر:ليش كاعدة بوحدج؟
حنين: لا ماكو شي..بس ضجت من التلفزيون وكَلت اجي اشتمّ هوى بالحديقة.
حيدر بقلق: حنونة حبي بس اريد اعرف ليش متغيرة؟كوليلي شبيج؟ اهلنا كلهم بالهم يمج..اني حودة حبيبج,احجيلي.
حنين بهدوء: حيدوري حبيبي صدكَني ماكو شي بس احس بنفسي تعبانة ومخنوكَة.

لم تستطع كتم عبراتها فنزلت دموعها رغما عنها.

احتضنها حيدر ومسح دموعها بيديه....أحس بالقلق اكثر.

حيدر:حنونة كَوليلي بصراحة اكو احد مضايقج؟مهددج بشي؟

حنين هزت رأسها نفيا

حيدر بقلق اكثر: لعد شبيج حنين؟وليش هالبجي هذا؟

( حنين وهي تغالب دموعها):حيدر شنو ما عندك ثقة بية؟

حيدر وهو يحتضنها: ولج والله اعرفج..بس متتصورين شكَد خايف عليج..وما اريد احد يأذيج بنظرة.

دفنت وجهها في صدره وارتاحت لوجودها بين ذراعيه .

حيدر فكّرَ قليلاً بحال اخته.. متسائلا ما الذي يجري مع حنين.فهي رغم رقتها ليست ممن تنزل دموعهم بسهولة.

حيدر رفع رأسها بيديه:تدرين حنونة. هسة عرفت إنتي شبيج بالضبط.

حنين بلعت ريقها وأغمضت عينيها استعدادا لتسمع منه ما لم تتوقعه.
يتبع ..............




اسفة تأخر حبايبي
اقتباس جزء الثاني
حيدر وهو يحتضنها: ولج والله اعرفج..بس متتصورين شكَد خايف عليج..وما اريد احد يأذيج بنظرة.

دفنت وجهها في صدره وارتاحت لوجودها بين ذراعيه .

حيدر فكّرَ قليلاً بحال اخته.. متسائلا ما الذي يجري مع حنين.فهي رغم رقتها ليست ممن تنزل دموعهم بسهولة.

حيدر رفع رأسها بيديه:تدرين حنونة. هسة عرفت إنتي شبيج بالضبط.

حنين بلعت ريقها وأغمضت عينيها استعدادا لتسمع منه ما لم تتوقعه.


جزء ثالث



قراءة ممتعة



أكمل حيدر كلامه: حنونة حبي هاي كلها ضغوط السادس علمي وكُلنا مرينا بيها,وأتصور انتي خايفة انه متكدرين تحققين اللي الاهل يريدوه منج قصدي لو طب لو هندسة ,بس والله ولا يهمج احنة عدنا صحتج بالدنيا اهم شي تنجحين وتدخلين الكلية اللي تحبيها , ولج انتي شمعة بيتنا ليش احنة كم حنين عدنا؟

حنين زفرت بإرتياح وشعرت بالغباء لتفكيرها ومن ثمَّ شعرت بالذنب تجاه اهلها
لكونها السبب في قلقهم عليها.

حنين(إحتضنت حيدر بقوة):الله يخليكم الي يا رب.
حيدروكعادته في ملاطفتها: بس تدرين حنين اذا انتي صرتي دكتورة أتصور كل الاطباء راح يقفلون عياداتهم.

. حنين (عقدت حواجبها):وليش عيني؟

حيدر: لأن الناس راح يتحججون بالمرض حتى يجون يشوفون دكتورة حلوة ورقيقة مثلج.

حنين :شنو هالغزل عيني وين مرتك عنك؟

حيدر مشاكساً: اكَولج انتي مو كلشي اكَوله تصدكَيه ..شسوي لازم أجاملج.

حنين وهي تضحك:مو بيدك حودة راح تظل تغار مني لأن آني احلى منك..الا اكول لجهالك بس يكبرون.
حيدر(سحب ظفيرتها الطويلة):وانتي راح تظلين مكروهة وشايفة نفسج مو بيدج.

وعلت أصوات ضحكاتهم وجدالهم بالحديقة.

مرت الايام وبدأت حنين بالتماسك أمام سيرة فارس وقرب زواجه..وتم تحديد موعد زواجه وكان اهل حنين من ضمن المدعوين رغم أن حيدر كان معه خطوة بخطوة.. وقبل حفل الزفاف بيومين تعرَّض (الحاج رشيد)وهو عم حنين شقيق والدها.. الى وعكة صحية ادخلته المستشفى مما إضطر اهل حنين للتغيب عن حضور حفل الزفاف المرتقب.. وخلال هذه الفترة مرَّ اهل حنين بحالة من القلق والترقب وبعد تقريبا شهر ونصف من العلاج والمتابعة تحسنت الحالة الصحية للحاج رشيد..
وبعد هذه الأحداث قررت ام صلاح ان تقوم بزيارة بيت اهل فارس والإعتذار منهم عن عدم حضورهم حفل زواج فارس ..
وفعلا اشترت ام صلاح هدية مناسبة وأبلغت حنين بالإستعداد لزيارة بيت أهل فارس خلال اليومين القادمين .
ارتبكت حنين ورفضت الذهاب لكن الأم اصرّت خوفا من تركها وحيدة في البيت..رضخت للأمر الواقع وهي تدعو الله ان يربط على قلبها ويمدها بالصبر .

أوصلهم حيدرالى حيث بيت فارس ومن الصدف الغير متوقعة ان فارس هو بنفسه هو من استقبلهم عند الباب.

الأم:السلام عليكم اشونك وليدي,شايف كل الخير ولو متأخرين بس اعذرنا ,,إنت تعرف الظروف المرينا بيه.

فارس بصوت هادئ: الله يخليج خالة تفضلو ..انتو تشرّفون بأي وقت..ولا تعتذرين احنة اهل.

ودخلت ام صلاح أما حنين فشعرت بثقل خطواتها وهي تلمحه قريبا منها وتسمع صوته الذي

لم يغب عن بالها . رفعت رأسها اليه وابتسمت بألم ووجهت له كلمة واحدة فقط:مبرووك.

فارس بلع ريقه بخجل وردّ بكلمة إيضاً :اشكرج.

تجاوزته بهدوء,, ابتعدت عنه لكنه يشعر بقربها,,هل قرأ في عينيها ألماً أو حيرة.؟وهل تحزن الأخت لزواج اخيها ؟.أم هل تراه يتخيل ان تلك الأميرة الصغيرة تحمل له قليلا من المشاعر التي يتمناها.

استغفر ربه وعاد من شروده .

فارس نادى بصوته الجهوري على زوجته(هناء) التي كانت تقف مبتسمة عند باب المطبخ : هنوة عيني افتحي باب الصالة لخالتي ام صلاح.

وفعلا اتجهت هناء وفتحت باب الصالة مُرحبة بالضيوف ودخلت كل من ام صلاح وحنين
ومعهم زوجة فارس الى صالة الضيوف..وقف فارس عند باب الصالة ورحّب بأم صلاح مرة ثانية.

وقبل أن يستأذنهم للأنصراف.

نهضت هناء من مكانها : فارس انتظر.

فارس رفع عينه:عيني أأمري.
والتقت عينه بعين حنين التي التفتت للجهة الثانية.

مر الوقت ببطيء على حنين فكل شيء هنا يُذكّرها به..كيف لا وهم اصلا حضروا للمباركة بزواجه..و طبعا لن يخلو الكلام من سيرته..
ومن ضمن الحضور كانت هناك طفلة صغيرة تقريبا عمرها (3سنوات) كانت تقف عند باب الصالة وتحاول الابتعاد عن الضيوف.

ابتسمت لها حنين وأشارت لها بيدها أن تأتي بقربها فقد كانت حنين تعشق اولاد وبنات اخوانها وأخواتها.

أم فارس اشارت للطفلة بدورها:تعالي هنا (حنّونة)ليش واقفة بوحدج.

هزت الطفلة كتفيها دلالاً ورفضا لأمر جدتها وأجابت بلغة الأطفال: إنتي تئالي(انتي تعالي).

حنين التفتت الى الطفلة مستفسرة:تعالي حبيبتي ..انتي شسمج؟؟؟

أجابت الجدة: اسمها(حنين)وعمها فارس هو اللي سمّاها ومدلعها وميخلي أحد يمسها بكلمة..ويكَول اللي يأذيها يأذيني.هاي حبيبة عمها.متشوفيها اشون شايفة نفسها علينا .
ضحك الجميع وابتسمت معهم بينما اعتصر قلبها ورجفت شفاهها...
هل إختار الإسم صدفة,,أم لذكرى في قلبه؟

انتهت الزيارة وعاد حيدر ليقل اهله الى بيتهم..سأل عن فارس فأخبروه أنه خرج للتو ...
وبينما هم في السيارة لمح حيدر فارس وهو يمشي برفقة (حنين الصغيرة)
اوقف السيارة وناداه بصوت عال:الله يساعدك..تعال خلّي اوصلك.

ابتسم فارس: هلا حيدوري..لا والله ماكو داعي مشوار قريب ..اخذ راحتك.

حيدر فتح باب السيارة و بمشاكسة: أكَولك يعني الأدب الزايد مو لايكَ عليك...امشي خلّي اوصل أهلنا للبيت وبعدين نطلع اني وياك.

فارس وهو يستقل السيارة برفقة حنين الصغيرة :ماكو فايدة وياك حيدر..
ثم التفت الى الخالة ام صلاح: السلام عليكم.
الأم وحنين:وعليكم السلام.

بلعت حنين ريقها وحبست انفاسها...فقد ملأ عطره الجذاب سيارة اخيها,,وبدا صوته الجهوري وهو يمازح

حيدر مجلجلا بأذنيها.

انتقل حيدر لمشاكسة الطفلة"حنين":اي حنّونة,,شوفي اشون فارس صارت عندة عروسة وبعد ميحبج.
تعالي ابيتنا احنة نحبج.

عضّت حنين على شفتيها..فما قاله شقيقها آلمها رغم انه لم يقصدها هي.

إحتضن فارس الطفلة مُحذرا حيدر من ان يوقع بينه وبين محبوبته الصغيرة:حيدر اترك الطفلة بحالها لا تظل خبيث.

حيدر ضاحكا: مو إنتَ تكَول آني ما أحب حنين..آني شعلية؟

التفتت الصغيرة الى عمها الذي ازداد من احتضانها:بلي احبها والله احبها..شعندي غير حنّونة.

تصلبت في مكانها عند سماعه ينطق بإسمها قاصداً الصغيرة..بينما تصببت جبهته عرقا وبدأ بسحب المحارم الورقية ليمسح آثار زلة لسانه أمامها .




. مرّت الأيام و تأقلمت حنين على الوضع الجديد وحاولت بكل جهدها أن تبعد فارس عن تفكيرها وأن تهتم بدراستها ومرّت فترة الامتحانات الوزارية وكانت حنين تحاول ان تقدم الأفضل.
خلال بداية العطلة الصيفية وقبل ظهور النتائج النهائية
أصبحت حنين تلتقي مع صديقاتها اكثر الوقت وتكثر من زيارة اخواتها وقريباتها للترفيه عن نفسها وحرصت الا تسمع اي شي عن فارس او سيرته واقتنعت بأنه لم يعد فارسها.

اليوم حنين في الصالة تتفرج بإهتمام على احد عروض الأزياء ,
رن هاتف المنزل..توجهت بلامبالاة ورفعت سماعة الهاتف.
حنين:الوو.

سرت القشعريرة بجسده عند سماعه لصوتها بعد تلك المدة

فارس بهدوءه المعتاد :الوو السلام عليكم..العفو حيدر موجود؟

بلعت ريقها وخفق قلبها وهي تسمع صوت فارسها بعد غياب طويل

أجابت :وعليكم السلام.بس لحظة خلي اشوفه(صمتت قليلاً),بس منو اكَوله؟

هي تعرفه بل تشعر به,,لكنها قررت للحظة أن تنقض عهدها مع قلبها

و ان تمنح لنفسها لحظات اخرى فقط لتسمع صوته.

فارس عضّ على شفتيه بقوة وتنهّد
(هاي هي صغيرتك قد نسيت حتى صوتك)

ردّ بهدوء لا يتناسب مع اضطراب قلبه : كَوليله فارس.

حنين:ان شاء الله.

وبقيت للحظات تمسك بسماعة الهاتف..كأنها تريد منه سؤالاً عن حالها..

ألم يعرفها؟الم يميز صوتها؟على الأقل ألن يبُارك لها نجاحها؟؟

اليست هي ذات الطفل التي باركَ لها نجاحها في السادس الابتدائي ؟

هل نجاحها لم يعُد يهمه بشيء؟

هي لا تريد منه هدية او لعبة ..فهديته الأولى لها تكفيها عُمُراً بأكمله .



توجهت الى الحديقة حيث حيدر مع والديه واخيه ..اخبرته ان فارس ينتظر مكالمته على الهاتف.
دخل الجميع الى الصالة.
حيدر(رفع سماعة التلفون):اهلاااا ابو الفوارس اي عمي خلينا نسمع صوتك,هذا هيج الزواج اخذك منا.

فارس:.......

حيدر:لا والله اليوم ما عندي شي ام زهراء هي والجهال يم اهلها واني هنا ابيت اهلي.

فارس:......

حيدر: لاااا بس اليوم ما اعوفك لااازم نتعشى سوة..

فارس:......

حيدر:فارس لا تخليني احلف,اسمع نلتقي بالمسجد على صلاة المغرب وبعدين يصير خير,
ماشي حبيبي في امان الله.
.
ام صلاح: ها ابني ,,شيريد منك فارس؟ من زمان ماكو يعني ؟
حيدر: لااا بس عنده شوية اوراق يريدني اطبعها..بس يمة اني كلتله يجي يتعشى..تريديني اجيب عشا من برة لو تسويلنا عشا من ايدج الطيبة؟(وقبّل يديها بحنان)

أم صلاح ضحكت:اويلي منك ومن مكرك,هو اني اكدر على حيدر؟ ليش مو اعرفك متحب اكل
المطاعم..لااا يمة الخير واجد والحمد لله والا اسويلك احلى عشا..تستاهل انتَ وفارس.

حيدر:الله يخليج النا يا احلى ام.

والتفت الى حنين: حنونة حبيبي يا ريت تسويلنا حلويات من ايدج الطيبة.

ابتسمت حنين: هاا هسة صرت حنّونة وصارت ايدي طيبة مو؟

حيدر:شسوي غير اجاملج وانتي تجربين بينا هالحلويات الغريبة.

حنين: هاا ومنو اليقضي عليها غيرك حودة؟

ام صلاح: يعني اشون بيكم انتو متبطلون سوالفكم مو كبرتو كافي عاد..يا ربي وين اروح من هالثنين .

وفعلا كان العشاء والحلويات على اروع ما يكون. انهى فارس وحيدر عشائهما وسهرتهما وخرجا من البيت فيما توجهت حنين لغرفتها وسمحت لنفسها ان تسترق النظر لأخيها ورفيقه فرغم كل شيء هي لا تزال تشتاقه وراقبته من شباك الغرفة..

هو أحسَّ بمراقبتها ..فلطالما اخبرته ان شباك غرفتها يُطلّ على الشارع وأنها تستمتع بمراقبة المارّة..ولطالما حذّرها خوفاً عليها ولطالما سمعت كلامه..لكنها اليوم قررت ان تتمرد على أوامره .


أعرفُ أنك تتابعين احوالي من خلف الستائر.
واعرف أننا نُحدّثُ بعضنا في حديثٍ غير دائر.
وأعرف اني بكِ او بدونكِ في قدر الحبِ سائر.
للهوى حكمٌ واجبُ التنفيذ وإن كان جائر.

(خاطرة منقولة)

وأخيراً ظهرت نتائج الامتحانات النهائية وتم قبول حنين في كلية الهندسة في إحدى المحافظات البعيدة لكن حنين المدللة رفضت مجرد فكرة السفر والإبتعاد عن اهلها..لذلك السبب نقلت اوراقها للجامعة القريبة من اهلها وقدمت على الاقسام العلمية وتم قبولها في (قسم الرياضيات). وفعلا تميزت حنين في الجامعة وكان
قسم الرياضيات مناسب لها خصوصا إن حبها لهذه المادة يعود بها الى اول لقاء مع فارس احلامها, وبرزت من بين زملائها واصبحت مستمتعة بالمنافسة على الدرجات العالية..وفعلا كانت فخورة بنفسها..أما بالنسبة لقلبها فقد عقدت معه هدنة طويلة الأمد بأن تمنحه الوقت اللازم لعل وعسى أن يحتل قلبها من يُنسيها تعلقها بالاوهام..

انتهت السنة الاولى وكانت حنين من المتفوقات.
وخلال العطلة الصيفية وكالعادة حنين تكون مشغولة بزيارة الاخوات والصديقات ومن النادر تواجدها في البيت.
اليوم كانت ام صلاح مجتمعة مع بناتها وزوجات ابنائها ومع احفادها في صالة المنزل الكبير.دخل حيدر وهو متغير الوجه مهموم الفكر.

ام صلاح وبلسان الأم القلق: اسم الله عليك يمة حيدر شبيك اكو شي؟شبيه وجهك اصفر؟

حيدر وهو يجلس بإرهاق ممسكا برأسه بين يديه: لا لا يمة سلامتج ماكو شي.

ام صلاح:حيدر ليش ما اعرفك اني؟شوف وجهك بالمراية اشون متغير؟كَولي وين جنت؟

حيدر أخفض راسه وبلع ريقه:جنت بالمستشفى وية فارس.

ام صلاح:ليش يمة اكو شي؟صاير شي؟

حيدر بغصّة:لا يمة بس هذا خطية فارس تعرفين انه زوجته حامل..هسة
وبعد 6 شهور يكولون احتمال الطفل ميت وتحتاج عملية..وهسة قبل شوية اني وفارس رحنا للمستشفى وو...اول مرة اشوف فارس ينهار لهالدرجة..اشون قبل فترة يريد يختار اسم لإبنه, واشونه هسة يريد يتحضر حتى يدفنه.

ثمّ اردف حيدر:يمة ليش الأطباء ما ديعرفون السبب؟تدرين هاي ثاني مرة هيج يصير بفارس..اول مرة توقف نبض الطفل عالاربع اشهر..وهسة يكتشفون الطفل ميت..ما اعرف بس فارس كلش قهرني..أحسه ما يستاهل ..

عضّ على لسانه واستغفر: استغفر الله رب العالمين .

أم صلاح (وكعادة النساء في تعليق كل الاقدار على شماعة العين والحسد):أكَول يمة حيدر..أخاف عليهم عين لو مسويلهم سِحر.

حيدر ابتسم بألم:يماااه الله يخليج,,ليش هو فارس منو يكرهه حتى يسويله سِحر؟

أم صلاح بتأكيد: يمة أخاف وحدة نفسها بيه لو تريده وهو ميدري.

حيدر :أي يمة وإحنة وين نلاقي هالوحدة اللي نفسها بيه؟؟

ثُمَّ قبّلَ رأس والدته ملاطفاً: لو بس اعرف هالافكار الجهنمية منين تجيبيها؟

حنين التي كانت منصتة لما يحدث...شهقت والألم يعتصر بروحها..

هل حقاً(هيَ)السبب في تعاسته؟

هل تحوّل عشقها الى طاقة مدمرة تُدّمر من تحب عن بُعد؟

نفضت الافكار عن رأسها واستغفرت ربها..فهي لم ولن تتمنى له الا الخير..حتى لو كان مع غيرها..

انتبهت على صوت أمها وهي تواسي حيدر :يمة هذا كله ابتلاء من رب العالمين ,والانسان الله يبتليه حتى يشوف صبره..كوله خلي يشد حيله خطية وربي يعوضه بالقريب العاجل وان
شاء الله باجر اني اروح ازور امه بالبيت واطمن عليهم.

انتظرني جزء الرابع



يتبع ............................

جزء الرابع




وأمرُّ ما لاقيت من أمر الهوى
قربُ الحبيبِ وما إاليه وصولُ
كالعيسِ في البيداءِ يقتلها الظما
والماءُ فوقَ ظهورها محمولُ


وعلى اعتاب السنة الدراسية الثانية ومنذ بدايتها اعلن رئيس القسم إنه سيتم تغيير بعض الاساتذة في القسم مما ازعج الطلاب خصوصا انهم قد تعودوا على اساتذتهم في المرحلة الاولى.اليوم بدأت المحاضرة وكالعادة الطلاب كانوا في انتظار الاستاذ..بينما انشغلت البنات كل مجموعة على حِدة..دخل الطلاب للقاعة..ساد الصمت..حنين كانت خافضة رأسها تفتش في حقيبتها عن القلم
الخاص بها ولم تنتبه لدخول الاستاذ الى القاعة

الاستاذ: صباح الخير.
الطلبة: صباح النور.

أحست حنين للحظة أن صوت الاستاذ مألوف لديها بل متغلغل في اعماقها...اغمضت عينيها وكذّبت اذنيها
لكن هي متأكدة أنها لا تخطئ ابدا في تمييز صوته عن غيره
رفعت راسها لتتأكد من مصدر الصوت لتتفاجئ بالأستاذ الجديد مبادراً.

الاستاذ:طبعا هذي اول مرة ادخل قاعتكم...اقدملكم نفسي..اني استاذكم الجديد بمادة(....)واسمي فارس.وان شاء الله المادة متكون صعبة عليكم واي شي تحتاجوه اني حاضر(صمت قليلا وهو ينقل عيونه بين الطلبة ثم ابتسم بلطف.بس اليوم راح تكون المحاضرة مجرد تعارف بيني وبينكم.

بدأ الطلبة بالتعريف بأنفسهم الى ان وصل الدور الى حنين التي بلعت ريقها بصعوبة وبالكاد نطقت اسمها
(حنين رشيد)..فارس هو الآخر لم يكن متخيلا أن تكون صغيرته قد كبرت ووصلت الى المرحلة الثانية في الجامعة ليكون هو استاذها مرة ثانية .بلع ريقه هو الآخر وردّ بصعوبة(اهلا حنين)
رفعت عينيها بنظرة اشبه ما تكون بالعتاب.

كأني اراك في كل شيء كأنك في الأرضِ كل البشر.
كأنك دربُ بغير انتهاء وأني خُلِقتُ لهذا السفر.
فإن كنتُ اهربُ منكَ اليك..فقل لي بربكَ اين المفر؟


ازداد قلق حنين وعاودها الحنين فوجوده هنا وعدم التفكير به هو فوق طاقتها..

ألا يكفي ان تسمع اخباره من حيدر..ليأتي هنا بكل ثقله ويلقي بظلاله على حياتها في المكان الوحيد الذي من المفترض ان تتناساه فيه..
كيف السبيل الآن وهي تراه في ممرات القسم..في المحاضرة..بل وحتى عندما تفتح كتابها فصورته لا تفارق خيالها.
ورغم صعوبة المادة التي يقوم بتدريسها لهم ..الا ان حنين كانت تحاول جاهدة الا تحتاجه في شيء..متجنبة احراج نفسها وإحراجه كونه صديقا لأخيها..

ومنذ اسبوع حدّدَ الاستاذ فارس موعدا للإمتحان في تلك المادة,,وأخبر الطلبة أنه مستعد لإجابتهم على استفساراتهم قبل الإمتحان,,كان ينتظر فضولها واسئلتها اللامنتهية لكنها كانت مُصرّة ان تعتمد على نفسها اعتمادا كليا . درست بشكل جنوني قبل يوم الامتحان .. اكمل الطلبة امتحانهم في الوقت المقرر وقامو بتسليم الأوراق الى الاستاذ فارس الذي استوقفها بكلمة:انتظري حنين.
وفعلا لم يبقَ في القاعة المفتوحة الباب سواهما

.فارس(وهو مرتبك): ااا...حنين اشونج بالامتحان؟
حنين بثقة :الحمد لله.
فارس: شعجب ما جيتي سألتيني قبل الامتحان؟ (وبإبتسامة)لهالدرجة مسيطرة؟
حنين وعينها تدور في الفراغ: اشكرك استاذ,,ما عندي اي صعوبة بالمادة.
فارس وهو يطيل لحظات الكلام معها:حنين ..اي شي تحتاجين بالمادة لا تتأخرين.
حنين(التي اصرت ان تكون اجوبتها مختصرة):أشكرك.
فارس:زين وبقية المواد؟
حنين:الحمد لله.
فارس وهو يشغل نفسه بمتابعة اوراق الامتحان امامه :اا...رئيس القسم يكول عدكم نقص بالكتب..فأذا محتاجة كتب....
قاطعته حنين: شكرا استاذ كل الكتب موجودة عندي.

فارس عضّ على شفتيه بقوة ..لمَ تُصرّ صغيرته على ان تقصيه بعيدا عنها؟
أحس بارتباكها فحاول انهاء استجوابه معها لكن لا بأس ان يسمع صوتها لثواني.

فارس: أخذي راحتج حنين وسلمينا على ابو زهراء (وبنبرة رقيقة)وكَوليله مشتاقين .

أغمضت عينيها..هل يُخيل اليها أنه قال تلك الكلمة متعمداً؟
ابتعدت خطوات الى الباب وهزت رأسها: ان شاء الله..اسمحلي استاذ.

خرجت من القاعة وهي تغالب عبراتها..هي بالطبع لن تستحمل قربه اكثر.وتخشى بل تدرك أن عينيها ستفضحانها يوماً ما.



واستمرت حنين في صراع مع نفسها فلم تجد وسيلة لتبتعد عن رؤيته سوى بتأجيل هذه السنة,,او الانتقال الى كلية اخرى

وكانت تعرف الطريقة التي ستقنع بها اهلها فهُم بالتأكيد لا يهمهم سوى ان تكون مرتاحة.
بدأت حنين تتذمر من القسم وصعوبته أمام والديها واستمرت على هذا الحال الى ان قررت ان تفجّر
المفاجأة.

الاهل كالعادة مُجتمعين في الصالة.. الأب والأم واخوانها صلاح وحيدر مع وزوجاتهم واطفالهم

حنين جلست بالقرب من والدها بدلال: بابا اريد اطلب منك طلب.

الأب:اي حبيبة بابا احجي.

حنين(بصوت قلق):بابا اريد أأجّل السنة.

الأب بإستغراب:وليش تأجلين باباتي؟ اكو شي؟

حنين: بابا والله القسم صعب وكرهته.

صلاح وحيدر التفتا لبعضهما البعض ومن ثم الى حنين: شنوو؟

حيدر بعصبية: حنين شبيج انتي بكامل قواج العقلية؟ لو شبعتي سفر ومشتريات كَلتي اشغل اهلي بشي ثاني ؟

الأب وهو يحاول تهدئة الجميع : بس على كيفكم وياها خلونا نفتهم.

حنين(وهي تمسح دموعها):لعد اذا متريدوني أأجل السنة,,انقلوني لكلية ثانية.

حيدر: وشنو الفرق يعني ؟ لو هذا من الدلال بعد احتاريتي شتسوين؟

حنين التفتت الى والدها:بابا الله يخليك احجي.
الأب(بهدوء):حنين بنتي احنة مو من البداية كلنالج اذا تريدين تروحين تكملين هندسة احنة ما عدنة مانع؟ وإنتي اللي اصريتي تدخلين كلية قريبة وحتى القسم انتي اختاريتيه.زين كوليلي سبب مقنع يخليج تأجلين؟ و بعدين انتي يا بنتي ما شاء الله من اول سنة تميزتي وكل الاساتذة يعرفوج يعني شنو الجديد؟
حنين:؟؟؟؟؟؟؟
صلاح: لايكون احد من الاساتذة مو زين وياكم,لو مُعقَّد وبسببه بعد متتحملين القسم؟
حيدر: اي والله صحيح كَوليلي منو واني اوصيلج فارس.
قاطعته حنين :ما اريد شي لا منك ولا من فارس هذا.
(وتوجهت نحوغرفتها)

الأم: الله اليستر حنين مو طبيعية والله يمكن عين وصابتها..هسة اقرا عليها الرُقية الشرعية وهي تصير احسن.

صلاح:يمة الله يخليج بطلي تدلليها, حنين كلشي ما بيها بس مدللة زيادة عن اللزوم ..فد مرة كولولها لا..ومو كلشي اللي تريده توافقوها.

حيدر: اي والله صحيح هيّ مو صغيرة وبعدين خليها تزعل شوية وهي تعرف غلطها.

صمتَ الجميع عن فكرتها بتأجيل العام الدراسي وبعد اسبوع تقريباً.. حنين تجلس مع زميلاتها على احد المصاطب..جاءَ أحد الطلبة باحثاً عنها وأخبرها أن الأستاذ فارس في إنتظارها في مكتبه.. تفاجئت وبلعت ريقها فهذه هي المرة الاولى التي يطلبها فيها الى مكتبه..توجهت بخطى بطيئة.وصلت الى المكتب,,طرقت الباب حيث لم يوجد في مكتبه سواه.

حنين بإرتباك: السلام عليكم..نعم استاذ؟
فارس :وعليكم السلام (وأشار بيده)تعالي حنين.
اقتربت..فأشار لها بالجلوس على الكرسي المقابل له..فجلست.
فارس بإهتمام:اا..حنين..سمعت انه انتي تريدين تأجلين السنة..صحيح هالحجي؟

حنين(فتحت عينيها بصدمة)
فارس ابتسم ثم قال بجدية :ليش نسيتي إنه آني وحيدر اصدقاء؟واللي يهمّه يهمني.

حنين اخفضت رأسها ارضاً..فهي لا تريد ان تكون من ضمن اهتماماته,,ليس بعد الآن.

فارس بهدوء:حنين انتي ضايجة من احد هنا؟
حنين بكلمة وحدة : لااا.
فارس بشفاه مرتجفة:اكو احد من الاساتذة أو الطلبة مضايقج؟
حنين:لاااا.

فارس:لعد ليش تريدين تأجلين,وانتي درجاتج بكل المواد عالية.
(واردفَ بتوسل):حنين اذا اكو شي متكَدرين تكَوليه لـ (حيدر) كَوليه إلي..الله يخليج,انتي متعرفين انتي شنو بالنسبة إلي.

حنين صوبت نظراتها بإتجاهه...آآه يا رفيق أخي رفقاً بأخت رفيقك.

ومن ثمَّ فارس تدارك نفسه:يكفي انتي اخت حيدر.
حنين بثقة :ماكو شي استاذ اطمئن...آني نسيت شغلة التأجيل خلاص.
فارس: أكيد؟؟
حنين هزت رأسها بــ نعم.
ساد الصمت بينهما للحظات..
ادركَ توترها فتوتّر هو الآخر....فسمح لها بالإنصراف وشيّعها بنظراته وهي تخرج من مكتبه مبتعدة حيث عالمها.

إنتهت السنة الدراسية الثانية ..وفي السنة الثالثة ولحسن الحظ لم يكن فارس من ضمن الاساتذة المختصين بتدريس المرحلة الثالثة..
لكن هذا لم يمنعه عن مراقبتها عن بُعُد...وها هو يراها تقف مع أحدهم ..هو يدرك بأنها ليست فتاة عابثة ..لكن من يكون ذلك الشاب الذي نال شرف الاستمتاع بصوتها وابتسامتها الخجولة..نعم هو(سيف) أحد طلبة المرحلة الرابعة..القادم من إحدى المحافظات..شاب يبدو عليه الهدوء والجدّية.
تسائل في سرّه عمّا يريده منها ..
اضطربت دقات قلبه الأناني بتملكّها..هل ستغادره قريبا؟؟
اليوم تابع جدول حصصها..حسنا هي لديها حصة فراغ بعد ساعة تقريبا..لن يبقى مكتوف الايدي متسائلاً فهي تهمه لأنها اخت حيدر ...هكذا اقنع نفسه..

انتهت الساعة وتحجج هو بتواجده في الممر اثناء خروجها مع زميلاتها من القاعة...لمحته فإبتسمت والقت السلام عليه..ردّ بإبتسامة واستوقفها:حنين ممكن لحظة.
استأذنت رفيقاتها ووقفت مقابلة له في الممر المخصص للطلبة:نعم استاذ.

تصورت أن يسألها كالعادة عن حيدر واولاده او عن دراستها لكنه بدا اكثر جدية..
سبقها بخطوات وطلب منها ان تتبعه حيث مكتبه..
وصلا الى المكتب..اشار لها ان تجلس..استغربت..ما الأمر المهم الذي يريد مناقشته معها.
بلعت ريقها وجلست,,بينما وقف هو قريبا من النافذة..التفت اليها متسائلا:اشونج حنين.
حنين:الحمد لله.
مشى بخطوات هادئة وجلس حيث يفصلهما طاولة المكتب..تسائل في نفسه لمَ طلبَ منها الحضور؟..هل يريد محاسبتها على التفكير بالارتباط من آخر؟
اقنعَ نفسه بالتأكيد كلا..فهو يريد أن يطمئن عليها ويتأكد من نوايا الشاب الذي تقف معه..اوَ ليست هي أخت حيدر؟
فهو لا يحتمل ان يصيبها مكروه من أحدهم .

انشغلت هي بشبك اصابعها مع بعضهم..وانتظرت ان يُنهي لحظات الصمت.
تنفس بهدوء ثم اردف:اول شي وقبل كل شي حنين,,اريدج تعرفين انه انتي كلش تهميني,,وإنه اذا تحتاجين لشي أو تسألين عن شي بالكُلية لازم اول شخص تفكرين تطلبين مساعدته هو آني.

تبدلت ملامح وجهها وإستغربت عمَّ يتحدث..ومن اخبره أنها تحتاج لمساعدته.
حنين بثقة: اشكرك استاذ,,الحمد لله كل شي تمام ومو محتاجة شي.

فارس وهو يوجه لها النصيحة:اعرف كل شي تمام,,بس يا ريت تاخذين حذرج اكثر.
حنين:العفو استاذ ما دا افهم قصدك.
فارس بإرتباك وهو يغمر اصابعه في شعره:آآ...حنين بصراحة ويا ريت متعتبريه تدخّل مني,,, ممكن اعرف شنو علاقتج بـــ سيف؟

اخفضت رأسها وتسائلت في سرّها..هل سمعت ارتجاف نبرته؟هل لاحظت قطرات من العرق على جانبي وجهه؟ هل هو متوتر أم يُخيل اليها؟

أجابته بمكابرة:آآ,,..ما عندي شي وياه..بس هو الولد صارحني إنه يريد يتقدملي.وطلب مني افكر بالموضوع.
صكّ على اسنانه بعصبية: وإنتي شجاوبتي؟
حنين: بصراحة ما انطيته جواب لحد الآن.

نهض من مكانه متوجها للنافذة المفتوحة..حاول استنشاق الهواء النقي بينما في الحقيقة أحسَ بهروب الهواء من رئتيه.إذن هيَ لا زالت تفكر بالموضوع.

التفت اليها مستندا الى النافذة:بس اللي اعرفه انه انتي طول عمرج تحلمين تكملين الماجستير والدكتوراه,,وأتصور الارتباط بهالوقت راح يمنعج تحققين حلمج.

حنين بمعاتبة: مو شرط كل احلامنا تتحقق استاذ...وبعدين هو الولد...

قاطعها بعصبية: هو الولد من غير محافظة..مستعدة تعيشين بعيدة عن بغداد وبعيدة عن اهلج؟

صدمتها عصبيته...وهل تهمك مشاعري لهذه الدرجة؟

او هل ستحترق ببعدي كما أحترق الآن بقربك؟

أرادت ان تُنهي النقاش : العفو استاذ آني بعدني دا أفكّر بالموضوع وما قررت.

اقترب بتوسل واضح:حنين..انتي بعدج صغيرة والمستقبل كَدامج..يعني حرامات طالبة بذكائج وطموحج تضيع فرصة الدراسات العليا من إيدها.. وإنتي تعرفين انه احتمال تترشحين للسفر اذا طلعتي من الأوائل .

حنين اجابت بلا مبالاة: بصراحة ما اعرف.

جلس على كرسيه وتكلم بهدوء:لازم تعرفين وتحددين شتريدين بالضبط..

اغمضت عينيها بعفوية..وتسائلت وأنتَ ما الذي تريده مني بالضبط؟

اردف قائلاً: وتذكّري انه آني موجود إذا احتاجيتي شي.

بلعت ريقها:اشكرك استاذ.

استأذنت منه وانصرفت وهي تفكر في كلامه..هل فعلا يهتم بها كونها اخت حيدر فقط؟؟
هو اصلا لم يسألها عن حيدر هذه المرة واكتفى بنصحها وتوجيهها وتحذيرها من التورط في زواج يبعدها عن احلامها .

غادرته دون ان تعده بشيء..عضّ على شفتيه..تباً لك فارس الن تكف عن جنونك؟؟أتحاول مساعدتها بينما تعجز عن مساعدة نفسك..أغمضَ عينيه لبرهة لتتراءى له زوجته (هناء)دامعة العينين..بعدما أخبرهما طبيبهما بالحقيقة...
تُقسم له أنها موافقة وعن طيب نفس..لكنه يرفض..بل يعجز عن إتخاذ قرار يريحهما..
يا الهي هل وجدت دعواته الأنانية.. صداها في السماء فتحققت رغبته..
استغفرك ربي(لا تلمني فيما تملك ولا أملك)

وبعد تفكير عميق,,حنين ادركت انها لا تستطيع الارتباط بشخص لمجرد ان تهرب بمشاعرها من شخص آخر.. فالزواج هو مشاركة بالمشاعر اولا واخرا..
ردت بالرفض على زميلها,,متحججة بأنها تنوي اكمال دراستها..



وفي المرحلة الرابعة..فارس حصل على اجازة دراسية لدراسة الدكتوراه ولم يعد يتواجد في الجامعة الا قليلا,,أما حيدر فقد حصل على عقد عمل في دُبي وسافر مع عائلته..وبالنسبة لحنين كان غياب فارسها وأخيها مؤثرا على حياتها لولا ان حيدر وعدها بأنه سيسمح لها بزيارة دبي في حال تحقيقها درجات عالية وكونها من ضمن العشرة الأوائل.
تخرجت حنين بتفوق وكانت فرحة واسعدت الجميع بنجاحها و بدرجاتها العالية
وكانت مرشحة للسفر لأكمال الدراسات العليا لكنها فضّلت ان ترتاح عالاقل سنة او سنتين قبل
ان تبدأ مشوار الدراسات..وخلال هذه الفترة لم تعد تسمع او تعرف عن فارس شيئا رغم أنه لا زال مسيطرا على افكارها.

يتبع .......................... انتظرونا الجزء الاخير من القصة جزء الخامس قريبا جدا جدا جدا



الفصل الخامس والأخير

اسفة تأخير تنزيل الجزء الأخير لقصة مشغولة مسابقة اجمل قصة قصيرة انشاء الله تخلص مسابقة عندي ابدا مسابقة هنا منتدى شباب الرافدين عن قريب جدا توفيق لجميع مع جوائز ثمينة تقدمها ام بيلسان لكم
نبدأ القصة جزء الأخير
بسم الله الرحمن الرحيم


هناك في الغربة ..ها قد مضت ثلاث سنوات ..وهو يمضي وقته وحيدا..بلا زوجة عاشقة او صديقٍ وفيّ او حبيبة قريبة.. لا يسمع سوى صوت امه التي تتصل به وتسأله عن احواله...أخبرته في أحد مكالماتها أن طليقته قد تزوجت بآخر..ومعها الآن طفل معافى..
فرِح لأجلها فهي تستحق من هو أفضل منه..وحزِن لحال أمه التي أحرقته بدموعها التي أحسها عبر الأثير...
لطالما توسلته ان يفكر بنفسه..ويــتـــزوج..
لكنه توسلها ألا تفتح معه الموضوع مرةَ اخرى...فدراسته وسفره الآن هما كل ما يفكر به..ومعهما تلك التي احتلت القلب..
كل ما يعرفه انها قد قررت ان ترتاح سنة او سنتين قبل ان تبدأ مرحلة الدراسات العليا..
ابتسمَ في سره..هنيئا لها الراحة.. وهنيئا لي شقائي ببعدها..

أغمض عينيه متذكرا ليلته الاخيرة مع من كانت زوجته والتي ارضت غروره والبسته صفات الزوج الصالح الذي اذا احبها اكرمها وإذا ابغضها لم يظلمها..
تنهدَ وهو يشعر بالذنب..ضمّها اليه بقوة وقبّل جبينها وربتَ على شعرها بدلال..
بكت لأجله وتوسلته ان ترحل..فتوسلها أن تبقى وهو يعد قلبه ببداية جديدة..
اخبرته أنها ليست أنانية وأنها ستفرح إن أصبح هو أباً لأطفالٍ فرسان يشبهونه..
ابتسم بألم..كفاكِ..فلستُ كما تظنين..ليسَ لي من الفارس الا اسمه..

طلبت منه ان يحترم قرارها ويمنحها حريتها..فقد قال الطب كلمته في حالتهما تلك..
أخبرها أنه سيبحث معها عن علاج لحالتهما..ا
خبرته أنهما وإن وجدا العلاج فكيف سيحلّان مشكلة قرابتهما خصوصا ان سبب اجهاضها المتكرر هو وراثي..

هي لا تريد ان تراه يتألم مرة ثالثة..
شعرَ انهُ حقاً لا يستحق ان ينعمَ بهنائها..فهي نقية وترى الآخرين بنقائها..

وبرضا الطرفين ..انتهت علاقتهما الزوجية..ولم تنتهي معاقبته لنفسه ..هو حقا لا يستطيع أن يظلم أخرى معه..


ومنذ سفره كان اتصاله بحيدر قليلا لم يتعدَ اتصالين كلّ شهر..فكلاهما مشغول ..
لكن بالطبع اتفقا على ان يتقابلا في الأجازة القادمة ..


..طبعا وكأي شابة جميلة ومن عائلة محترمة كان يتقدم لـ (حنين)الكثير الكثير من اقاربها ومن المعارف لكن كانت ترفض فكرة الزواج في كل مرة وإن وافقت وضعت شرط إكمال دراستها اولاً وهي تعرف ألا رجل يُفضّل ان تكون لدراستها الاولوية على حياتها الزوجية .

وأخيرا تم ترشيحها للسفر ولم يبقَ سوى مباشرتها بالمقابلات ومراجعة الوزارة وما الى ذلك من الاجراءات الروتينية التي تأخذ وقتاً طويلاً..
ها هو حلمها على وشك ان يتحقق وها هي تقنع نفسها أنها ستبدأ من جديد..
صار عمر حنين (25سنة)...وكان الوقت هو العطلة الصيفية وكان حيدر وأهله في أجازة..وكان لزاماً أن يلتقي بصديق عمره فارس ...

يجلسان في أحد الكافيهات...وكالعادة يتبادلان الحديث والسؤال عن بعضهما البعض..وبعد قليل وبجدية..


حيدر:صحيح فارس.. تعرف إنه (حنين)انقبلت على برنامج البعثات وراح تسافر لأمريكا؟

خفق قلبه لذكرها..واضطربت انفاسه... فها هو قد ابعدها عن زميلها خوفا عليها..فكيف يأمن أن تسافر لوحدها الى بلد غريب بل قارة أخرى.

فارس:وإنتو اشون توافقون تسافر لوحدها؟

ثم لامَ نفسه..تباً لك فارس ..المْ تشجعها على تحقيق حلمها..هل تريد تحريض أخاها الآن؟متى تكتفي من أنانيتك بتملكها؟

حيدر بقلق: والله فارس تعرف لو بيدي ما أخليها تسافر لوحدها...بس أمي وأبوية موجودين الله يطول بعمرهم..ويكَولون عدنة اقارب هناك ويوصّوهم عليها..بس بصراحة كلش خايف عليها..تدري حنين مو بس اختي الصغيرة..حنين بنتي.

أغمض عينيه:بس الغربة صعبة..خصوصاً عالبنية.اسأل مجرب.

حيدر:صحيح والله..الله يساعدك اشون تحملت بوحدك؟

صمت حيدر قليلا وهو يفكر بفتح الموضوع مع رفيق عمره..
لقد طلبت منه أم فارس ان يقنع ولدها بالتفكير في نفسه..بعد ان حصل على الدكتوراه..

ابتسم حيدر: نسيت اكَولك..زهراء وعلاوي راح يجيهم أخ لو أخت بالطريق.

فتح فارس عينيه وصافحه بشدة:اي مبرووك حيدوري...فرّحتني والله.شنو هالخبر الحلو.
حيدر:اي واحنة ايمتة نفرح بيك ونسمع منك خبر حلو؟
فارس رفعَ حاجباً متسائلاً:حيدر..أمي حجت وياك بالموضوع ؟
حيدر بصراحة: اي حجت وياية وشكو بيها يعني؟
يا أخي امك واخوانك ويريدون يطمئنون عليك ويفرحون بيك.
فارس بمكابرة:يعني شنو يطمئنون علية ؟شنو صغير آني؟وبعدين ميفرحون بيّة الا اتزوج.شنو ميكفيهم نجاحي؟

حيدر بعصبية: اريد افتهم انتَ ليش صاير مُعقَّد؟يعني إنتَ مو أول ولا آخر واحد يطلّق مرته.وبعدين الأطباء طمنوك انهُ ممكن...




قاطعهُ فارس: حيدر ممكن سؤال؟
حيدر:اي تفضل.
بلع ريقه وباغته بطلبه:يعني هسة إذا طلبت إيد حنين...إنتَ توافق لو لا؟

حيدر وبسرعة: طبعاً لا..ما اوافق.




حيدر مع اطفاله وزوجته مجتمعين مع العائلة بأكملها...توجهت حنين حيث يجلس الجميع وشاكست الأطفال بضحكات وقُبلات اشتياق..
إنتبهت أنها ما إن دخلت الى الصالة حتى سكتَ الجميع والتفتوا اليها مُبتسمين.

حيدر: هلااا بالغالية أخت الغالي(وفتح لها ذراعه)تعالي يمّي حنّونة.

حنين ضحكت وجلست قريبة منه واسندت رأسها الى كتفه:تدري بنفسك غالي علية حيدوري.. صح؟

حيدر قبّل جبينها :طبعاً وانتي غالية وما يلوكَلج الا الغالي..

حنين ضحكت بقهقهة :شنو السالفة ابو زهراء؟ ناوي تشتريلي هدية وحاير؟؟ بس ما كَلتلي شنو المناسبة؟
حيدر ضرب كتفها بخفة: يعني شكَد جبتلج هدايا شنو متشبعين انتي؟

ثُمّ التفت الى امه وابتسم غامزاً:شتكَولين حجّية؟.

ام صلاح ابتسمت بدورها:الله كريم إبني.

أحست حنين أن هناك مشروع خطوبة يلوح في الأُفق لكن لا بأس..هي مُستعدة للرد بالرفض طبعا..فأي رجل لن يقبل ان ينتظرها حتى تُنهي رسالة الماجستير وسيكون هذا هو شرطها الوحيد..هي واثقة بل اكيدة من ذلك..لذلك هي لم تسأل أمها عن سر الابتسامات بينها وبين حيدر في ذلك اليوم ..
أدركت الأم تفكير ابنتها وإنتظرت 3 أيام ومن ثم طلبت من حنين كالعادة أن تحضر لها كوباً من الشاي الى غرفتها..

أحضرت كوب الشاي وحملته الى غرفة أمها طرقت الباب مرتين ودخلت وهي مبتسمة ..وضعت كوب الشاي على الطاولة :وهذا أحلى شاي لعيونج.
أم صلاح: عاشت ايدج يمة..عندج شي لو مشغولة ؟
حنين بأدب: لا يعمري مو مشغولة..تريدين نكَعد سوة؟

. أم صلاح :اي والله يا ريت.
جلست حنين وبمشاكسة: ليش حبيب القلب وينه؟(وغمزت لأمها)لازم متزاعلين.
أم صلاح:يمة يمة منج..ولج عيب عليج. والله خوش اذا بعد هالعُمُر نتزاعل..
حنين قبّلت رأس أمها: الله يطول بعمركم ولا يحرمني منكم ماما.
أم صلاح بجدية:يمة حنين اريد أحجي وياج بموضوع.
حنين :إي ماما تفضلي.
أم صلاح :يمة حنين ليش ما تفتحيلي قلبج وتكوليلي شنو سالفتج؟
حنين بلعت ريقها:ايّ سالفة ماما؟ الأم:كَوليلي يمة ليش كلما نفتح موضوع
خطوبة لو زواج يتغير حالج؟والله حيرتيني..والله يمة آخذج لآخر الدنيا بس اعرف شنو بيج؟
حنين:صدكَيني ماما مابيّة شي بس أحس نفسي بعدني مو مستعدة .
الأم: مو مستعدة شنو؟ يعني كل خواتج تزوجن بين 18 و20 سنة وماشاء الله عليهن كملن دراستهن وتوظفن وكل وحدة عدها بيت وجهّال.
(صمتت قليلاً واكملت):حنين بنتي انتي هسة عمرج(25سنة)وكل صديقاتج ما شاء الله لو متزوجات لو مخطوبات وبعدين انتي لا يُغرّج كثرة الخُطّاب هسة ترى بعدين تندمين لو ضاعت الفرصة منج,وبصراحة وين ما اروح يسألوني عنج..يعني فهّميني شنو ناقصج وليش متريدينا نفرح بيج؟

حنين:ماما يعني هسة انتو مو فرحانين بيّة وآني راح اسافر ادرس الماجستير؟شنو متفرحون الا اتزوج يعني؟

أم صلاح بقلق:بلي فرحانين بس بنفس الوقت بالنا يمج..تعرفين شنو معناها تروحين وحدج إبلد غريب؟لا اب ولا أخ وياج وهناك تبدين تحيرين بروحج..يمة بنتي آني ما اريد أمنعج من مستقبلج بس والله والله لو تسأليني شنو تتمنين؟
راح اكَولج اتمنى يجي ابن الحلال اليستاهلج وبعدين كملي دراستج براحتج.يمة بنتي إحنة مو دايمين طول العُمُر...يعني من إنتي جيتي للدنيا وآني جبيرة بالعمر..وما بقى بالعُمُر بكَد اللي راح؟؟

انتبهت حنين لدموع أمها واحتضنتها بقوة,,,فهي لم تدرك أنانية تفكيرها إلا الآن..
شهقت هي الاخرى ودمعت عينها :ماما حبيبتي..لا تحجين هيج والله قلبي ينقبض..إن شاء الله يومي قبل يومكم..الله يخليكم النة يا رب.
زادت من إحتضان أمها التي ربتت على شعرها بحنان:اسم الله عليج بنيتي..لعد ليش متريحيني ؟
أجابتها حنين بسؤال:ماما كَوليلي شتريدين مني بالضبط وآني موافقة على كل شي بس لا اتعبين نفسج,, الله يخليج؟

أم صلاح:الله يرضى عليج ويرضيج بنتي.. اي هيج اريدج عاقلة وتتناقشين.

حنين هزت رأسها مستمعة.

أم صلاح:اسمعي حنين بصراحة قبل يومين واحد من اصدقاء حيدر سأل عنج..ويريد يجيب اهله ويجي
يخطبج وهو يومية يخابر حيدر ويريد الجواب بسرعة ويكول شتريد من شروط اني حاضر يعني الولد شاريج.آني ما اريد اضغط عليج بس دا اكَولج فكّري بالموضوع .


اكملت الأُم كلامها:وبصراحة احنة اصدقاء حيدر كلهم نعرفهم وكلهم ما شاء الله خوش ولد ومن عوائل طيبة.

حنين بتردد: زين ودراستي اشون؟

الأم: هو موافق تكملين دراستج بعد الزواج ويكول اني بنفسي اساعدها وحتى مستعد يكتب موافقته بعقد الزواج.
حنين تنهدت ..ومن يكون يا ترى؟؟

وتسائلت:يعني انتو موافقين؟
الأم:بصراحة اخوج صلاح وابوج كُلش مرتاحين للولد لأن يعرفوه ويعرفون دينه واخلاقه..وحتى ابوج يكول ما الاقي واحد يحافظ على حنين مثل فارس.
حنين(فتحت عينيها واختفى صوتها): فـــ...فـــارس منــــووو؟

الأم بتطمين :هو فارس ما غيره صديق أخوج حيدر وين رايحة انتي عنه؟

حنين بذهول:بس..يعني ..آآ..

الأم:قصدج اكبر منج ؟مو مشكلة إذا الرجّال يصير اكبر من مرته وهذا ابوج اكبر مني وشوفيه لحد الان مدللني والحمد لله.
حنين:لااا ماما بس فارس..متزوج.. شنو نسيتو؟؟ يعني يريدني زوجة ثانية؟اشون تقبلون؟لهالدرجة صرت ثقيلة عليكم ؟
الأم ابتسمت:ولو الزوجة الثانية مو عيب ولا حرام..بس لااا بنتي..فارس انفصل عن مرته من زمان.ويكول ما النة
نصيب نكمل سوة.ليش متدرين؟
حنين هزت راسها نفياً ونزلت دموعها رغماً عنها...
حنين بقلق:وما عرفتو سبب طلاقه؟
ام صلاح:تريدين الصراحة هو الولد مؤدب وما يحجي شي,,بس آني قبل فترة شفت أمه بالصدفة وكَالتلي انه الطبيب نصحهم انه يفترقون لأنه اذا استمروا صعب يصير عدهم طفل وحتى افترقوا بالإتفاق وبلا مشاكل وكلمن راح لحال سبيله .
حنين:يعني شنوو؟؟
ام صلاح بتوضيح:اسمعي بنتي اكو مرات امراض تصير بين الأقارب تسبّب العقم لو اطفال مشوهين لا سمح الله....بس مو دائما.. وبحالة فارس انتي شفتي بعينج خطية مرتين يفقدون الطفل.بس تدرين أم فارس كَالتلي انه طليقته تزوجت وهسة ما شاء الله عدهة طفل الله يحفظه.

بلعت ريقها وهي تسمع ما تقول امها..هل امنيتها بأن يكون لها وحدها وأن تكون هي أماً لأطفاله هي من غيّرت قدره؟وحَرَمتهُ من أن يكون أباً؟
استغفرت ربها كثيراً..فمن تكون هي لتتغير المقادير بأمنياتها؟

الأم:اسمعيني بنتي..والله لو واحد غير فارس ومُطلّق الا اني بنفسي اكَول لااا..بس لأن الولد نعرفه ومجربيه وحتى انتي تعرفيه من وانتي صغيرة..عمره ما قلّ ادبه ولا رفع عينه عليكم انتي وخواتج...وبعدين انتي عرفتيه بالكلية وهو استاذ.. محّد ذكره بكلمة شينة..
وكلها تمدح بيه وبأخلاقه..واحنة شنو نريد اكثر؟اريدج يمة تفكرين بعقلج هالمرة ونسأل الله يختارلج الخير يا بنتي.

خرجت حنين من غرفة امها و توجهت لغرفتها ودموعها تسبقها..
عن أي تفكير تتحدث أمها.وهل تفكر هي بسواه..
وهل تمنت سواه يوما..


أغمضت عينيها وفكّرت..هل ستكون اخيرا له وحده؟

وافقت حنين وأبلغت اهلها بموافقتها واكثر شخص كان فرحا بموافقتها هو اخوها حيدر
فلطالما تمنى ان تحظى حنين بزوج رائع ووفيّ ويعرف تقلبات مزاجها ..وهل هناك من يعرفها أكثر من فارس..رفيق عمره..

أغمض عينيه وهو يتذكر عندما طلبها فارس للزواج..

(يعني هسة إذا طلبت إيد حنين...إنتَ توافق لو لا؟

حيدر وبسرعة: طبعاً لا..ما اوافق.

اخفض فارس رأسه بخيبة أمل: اشكرك على صراحتك حيدر..حقك والله بس الظاهر آني نسيت نفسي ونسيت الفوارق بيني وبينكم.

فتح حيدر عينيه وهو يستمع لصديق عمره....لو قالها غيرك يا فارس..

حيدر:ولو المفروض ازعل منك على تفكيرك هذا,,بس إنتَ ما سألتني ليش ارفض؟
فارس بكبرياء: من حقك لأنه...
قاطعه حيدر: لأنهُ أولا اختي مدللة وما راح تتحملها.. وثانياً هي تريد تكمل دراستها..تعال فهّمني منو يقبل يتزوج طالبة ماجستير ؟
ابتسم فارس:آني اقبل..شنو نسيت آني استاذها..وبعدين اذا عالدرسة آني مستعد اساعدها..ماكو احلى من طعم النجاح.
حيدر رفع حاجباً:فارس هذا زواج مو مجاملة!
فارس: وآني ما دا أجاملك..تقبلون بيّة لو لا؟


ردَّ حيدر بمشاكسة:خلاص تعال اخطبها بس إذا طلّعت عينك لا تكَول ورطتوني..وغصباً عنك نبقى اصدقاء افتهمت؟)



بعد فترة تم الاتفاق بين اهل حنين وأهل فارس وتم اعلان الخطوبة رسمياً ومن بعدها تم العقد(كتب الكتاب) وأصبحت حنين قانوناً زوجة لفارس.. وتصورت ان تكون تلك الفترة هي فترة تعارف بينهم لكن فارس كان مُصرّاً على أن يتم الزواج خلال اسبوعين..
هي فقط كانت تتمنى أن تسمع صوته فمنذُ يوم العقد هي لم تسمع منه سوى كلمة (مبرووك حنين)

وفعلا..وبعد اسبوعين كانت حنين بفستان الزفاف الابيض مثل الملكة المتوجة وكان فارس هو الاخر
بقمة اناقته ...وقبل وصول فارس لإصطحابها حيث بيت الزوجية ..ودعت حنين عائلتها بمزيج من الاحضان والدموع وكان يقف على حدة اخوها حيدر وهو محمرّ العينين حزنا على فراق اخته.
حيدر(وهو يحتضن حنين): ها ولج كبرتي وراح تعوفينا,سامحيني حنونة أخاف زعلتج بيوم من الايام ,بس والله انتي غالية علية حتى اسألي فارس عني؟

حنين وهي تشهق بدموعها :الله يخليك الي يا رب,وانت بعد سامحني وادعيلي.

فارس الذي كان متلهفاً ليكون بمفرده مع عروسه.
التفت الى حيدر مشاكساً:تترك حنين لو اخطفها واروح؟؟
حيدر أطلق سراح أخته من بين ذراعيه وردّ على فارس:اسمع فارس تعرف حنين قطعة من قلبي..دير بالك عليها.
نقلت نظرها بين اخيها وفارسها الذي بادلها النظرات بنظرة عميقة
قال وهو يضغط على يدها بقوة وحنان:اذا هي قطعة من قلبك فهي قلبي كله.
بلعت ريقها وهي تشعر بصدق ما قاله لكن تسائلت منذُ متى؟..


التفت حيدر الى اخته:وانتي بعد ما اوصيج على فارس.
حنين بخجل: ان شاء الله.
وفعلا سارت السيارة ووصل العروسان الى شقة الزوجية المتواضعة.سارا الى الداخل فأوقفها مقابلة له..

فارس وبصوت حاني:مبرووك علية انتي حنين.
اخفضت رأسها حياءاً ولم تُجبْ.
فارس: اااه حنين لو تعرفين من ايمتة متمني هاللحظة يمكن متصدكَيني.

نظرت اليه بعيون دامعة..
فارس(مسح دموعها بيديه وبلع ريقه):حنين عمري..بس لا تكَوليلي انه انتي مجبورة.

التفت جانباً وخاطبَ نفسه بصوت مسموع : مو كَلتله لحيدر لا تضغط عليها..

(وضع يديه على كتفيها بحنان واكمل كلامه): حنين شي واحد اريدج تعرفيه وتتأكدين منه إنه عمري ما حبيت غيرج.. تصوري حبيتج وإنتي عمرج 10 سنوات أول ما شفتج تلعبين وية ولد الجيران وبنص الشارع ؟

حنين ابتسمت من بين دموعها وهي تتذكر ذلك اليوم ..
.
ابتسم فارس: فديت الوجه البريء والابتسامة الحلوة, حنين بس ريحيني وكولي انتي وافقتي عن قناعة لو أحد جبرج؟
هزّت رأسها ايجاباً.
سألها مرة اخرى: يعني انجبرتي؟؟
حنين :لــ..لا.


فارس ابتسم لسماعه صوتها سألها وبلهفة:يعني احساسي بيج بمحله طوول هالسنين؟

حنين ابتسمت بخجل.

فارس(أحاطها بذراعيه):اريد أسمعها منج حنين ..كافي سكوت والله عذبتيني.
آآه لو تعرفين حنين,خفت ما اكون اني فارس احلامج,خفت ترفضيني وابقى متعذب طوول عمري,وكَلت خليني
عايش بأمل احسن.

كانت تستمع لكلماته الصادقة وهي تتأمل وجهه الأسمر..توقف عن الكلام واقترب منها أكثر وقال مشاكساً:يعني اشون راح ابقى الليل كله احجي وية نفسي..عالأقل ريحيني ورُدّي بكلمة.

إحمرّ وجهها وأغمضت عينيها متراجعة خطوة للخلف..
سحبها اليه ورفع ذقنها بيديه..فتحت عينيها مجبرة لتغرق في نظراته الهائمة بها..
ابتعد عنها وكأنهُ قد تذكّر شيئا مهما..
تابعته بنظراتها..توجه ناحية الدولاب ومن ثم عاد اليها
وهو يحمل علبة على شكل قلب..أخرجَ منها سلسلة ذهبية يتوسطها اسم
(HANEEN)

اذهلتها الهدية بأناقتها وأذهلها طريقة لمسه لحروف اسمها..
اقترب منها :تقبلين مني هاي الهدية؟يا رب تعجبج؟
حنين ابتسمت: اشكرك.كلش حلوة.
اقترب اكثر هامساً:بس آني متأكد راح تصير أحلى اذا تلبسيها.

اخذها حيث المرآة..وقفت ليقف هو خلفها وأحاط رقبتها بتلك السلسة ..
التقت عيناهما للحظات..كانت نظراته جريئة متفحصة..
عضّت شفتيها بطريقة عفوية اغرته..فأدارها اليه ولامس شفتيها بأصابعه:حرام عليج ما بقيتيلي شي.

وقبل ان تجيبه بكلمة كان قد غمرها بجنون عمره"15"سنة من الاشتياق..وهامَ بها وهي تذوب دلالاً في أحضانه..

إقتربي مني الآن أكثر وأكثرْ.
إقتربي وتأملي بإهتمامٍ
تقاطيعَ وجهيَ الاسمرْ.
أغرقيني في بحر عينيكِ
لأُبصرَ فيهما ماليسَ يُبصَرْ.
وإسمحي لي أن أحُلَّ بيدي ظفائرك
فقد آن لتلك الصغيرة أن تكبرْ.
وتيهي بدلالٍ حين أغمرُ وجهي
في خُصُلات شعركِ المبعثرْ.
ولا تلوميني حين الثُمَ الزهر
الذي في شفتيكِ
فأنتشي بلحظات اللثم وأسكرْ.

وأمنحيني حنيني عُمُراً جميلاً
فبدونكِ قد مضى العُمُرُ وما أثمرْ.




ومضت الأيام بحلوها وشهدها وفي كل يوم يُثبت الحبيبان ألا فوارق بينهما..
وأن حبهما النقي..بدا بريئا وسيبقى بريئا وسيُثمر إن شاء الله.
واليوم هو عيد زواجهم الأول و حنين حامل في شهرها الأخير..انشغلت
بتجهيز حفلة بسيطة لشخصين.متجاهلة الالآم التي تعاودها بين الوقت والآخر.
دخل فارس الى المطبخ..ابتسم وهو يرى تلك الصغيرة وهي ترتدي فستان سهرة مناسب
للحوامل ورتبت شعرها بتسريحة بسيطة تنهد بلهفة واقترب منها وأحاطها بذراعيه وقبّل وجنتيها بقوة
:احنة مو كلنا ما اتعبين نفسج؟

حنين بدلال وهي بين ذراعيه: تخاف علية؟
فارس وهو يوزع قبلاته على شعرها: أخاف عليج وأحبج أكثر من نفسي..
شعندي غير حنّونة والبيبي (ووضع يديه على بطنها) .
حنين أفلتت من بين يديه وبزعل مصطنع:هاا كَول إنتَ تخاف علية لأنه اني أم البيبي ؟
فارس قرّبها منه وهو يبتسم لغيرتها: بصراحة البيبي بعدني ما شفته بس أمه استنفذت سنين عمري واني احبها واخاف عليها وحتى خلّتني اندم.

حنين(فتحت عينيها بإستغراب):تندم؟

فارس وهو يضمها: اندم لأن ضيعت هالسنين كلها واني قريب من الجنة وما دخلتها الا متأخر.
حنين إحمرَّ وجهها خجلاً, وكانت تغريه حمرة خدودها وعاشا لحظات من الحب الصامت العنيف وفجأة. .



حنين أمسكت بطنها بألم وهي تبعد فارس عنها :فارس يمكن..يمكن..اااه..اااه.

فارس بتماسك: حنّونة حبيبي اصبري شوية ..

حنين وهي تتألم:راح اموووت فارس...آآآه.


حملها الى السيارة وانطلق بها الى المستشفى وهو يدعو الله ان ييسر امرها وأن يلطف بها ..وبعد
تقريبا ساعة ونصف من الآلآم ها هي حنين تضع طفلها بالسلامة ..ومن شدة تعبها غطت في نوم عميق..
أما هو فكان مرافقاً لها قلقا عليها .. فتحت حنين عينيها لتتفاجأ بوجه فارس بحنان المبتسم
تنهدت حنين بألم:آآه..آآه..

وأشارت بيدها الى الماء..

أنهضها فارس وأسندها الى الوسائد الموجودة على السرير..واسقاها الماء بيديه.

أمسك يديها:سلامتج من الآه يا عيون فارس(وقبّل جبينها برقة)
الحمد الله عالسلامة حبيبي,,خوفتيني عليج.

أغمضت عينيها مستمتعة بغزله.

خاطبها بأبتسامة: مو كافي دلع ونوم,اشتاقيتلج والله وحتى (أمنية)تريد تشوفج.

حنين (فتحت عينيها):أُمنية؟منو أُمنية؟

فارس ابتسمأمنية فارس)..ما عرفتيها؟

حنين بلهفة:حلوة؟

فارس:طبعا حلوة بس امها احلى منها.

حنين ابتسمت بخجل وسألت بفضول: ما اتذكر إحنة اتفقنا عالإسم؟

فارس:ليش ما عجبج ؟

حنين:بلي عجبني بس اريد اعرف شمعنى(أمنية)؟

فارس اقترب منها ومسح على وجهها:لأن فارس طوول عمره جان عنده أمنية وحدة اسمها حنين..وبين الامنية
والحنين عاش فارس.

دمعت عينيها وهي تسمع كلماته النابعة من قلبه:وحنين بعد طوول عمرها عاشت على امنية وحدة انه تلتقي ب(فارس)عمرها الوحيد..ونذرت نفسها انه تسعده وترضيه.

فارس قبّلها بحرارة: وآني بعد وراضي عنج و أحس بنفسي وياج اسعد انسان بالدنيا كلها..

تدرين حنونة..اليوم عيد زواجنا,,واليوم انولدت (أمنية)

يعني بمثل هذا اليوم حصلت على احلى حنين واحلى أمنية.

ومن صدكَ حسيت بنفسي وياكم انولدت من جديد.

حنين بدلال: عمري انتَ فارس..كل هذا ضامّه بصدرك وما ادري بيك.

اقترب منها اكثر:ولج متعرفين شسويتي بحالي..اعشقج حنيني لآخر يوم بعمري.

ووعااش العاشقان لحظات حلوة ..اخترقها صوت فتح الباب فيما حملت لهما الممرضة ضيفة جميلة باكية بصوت راائع غير مألوف..
و بعد لحظات عمَّ الهدوء إذ كانت(أمنية) بين ذراعي أمها التي ضمّتها الى صدرها بحنان أم..
بينما وقف فارس متفرجا على الملاك الصغير وأمها وشَكرَ ربه على النعمة التي منحها اياه.
وبينما هو في تأمله يستذكر سنوات حبه الصامت ,فجأة طرق حيدر الباب
ودخل مشاكساً:وين شبيهة خالها؟خلّوني اشوفها.
ضحك كل من فارس وحنين.
اقترب حيدر وقبّل رأس اخته:والله وكبرتي وصرتي أم حنّونة.
ابتسمَ فارس وردّ بدلا عن حنينه:وإنتَ كبرت وبعدك تغار من حبيبتي حودة.

حيدر :اي صحيح لو قالوا من لقى احبابه عاف أصحابه.

احتضنا بعضهما بأخوّية .

أخذ حيدر الطفلة وقبّل جبينها وأعادها الى والديها:الله يحفظها وتتربى بدلالكم ودلال خالها.

ومن ثمَّ أخرج حيدر الكاميرا من جيبه واستعد للتصوير:اكوول فارس روح اكعد وية حنين وأمنية وخليني
اخذلكم صورةجماعية حتى اخذها من اسافر, بس قبل كلشي ابتسموا وكولوا

. ابتسم كل من فارس وحنين للكاميرا بينما اصرت (أمنية)أن تترك بصمتها بفم صغير مفتوح وعيون دامعة..
ومع هذا كانت تلك هي الصورة الأجمل لأحلى عائلة ارتقت بأخلاق الفارس,وصدق الحنين,وبراءة الأمنية.
انتهت.


 
التعديل الأخير:

أقسام الرافدين

عودة
أعلى أسفل