جار الشهيد
نهض فزِعاً من قيلولته كأنه رأى كابوساً مُرعباً صوت رصاص وقنابل ودخان وصرخات تعلو ودماء في كل مكان , كأنه استذكر في منامه احد أيام الحروب التي فُرضت عليه , ليكون احد جنودها قبل أن يبلغ عقده الخمسين .
حاول أن يستجمع شتات ذهنه نظر إلى الساعة المُعلقة في غرفته وجدها لم تبلغ الرابعة , استغرب لوقت استيقاظه غير المعتاد .
وقف معتدلاً وخطا خطوات نحو باب الغرفة محاولا استنهاض ذاكرته ,أهو في حلم ام في حقيقة ؟
وما زالت الأصوات نفسها رصاص .. قنابل .. ومنبه سيارة الإسعاف يصدح بشكل يكاد يكون متواصلا.
هذه الأصوات ليست حُلما إنها حقيقة تتأكد له كلما اقترب من الباب الخارجي لبيته , لم يكن هناك أحد في البيت ليسأله , ولداه في التظاهرات لاستعادة الوطن من الخونة والفاسدين ,زوجته وابنته في بيت جدها .
تتعالى الأصوات أكثر فأكثر رصاص ..صوت الإسعاف .. صرخات .. بكاء .. خرج إلى الشارع رأى تجمهرا أمام بيوت أحد جيرانه الذي يبعد مسافة عن بيته , شباب ,شيوخ , ونساء يبكون ويصرخون وثلة ترفع العلم العراقي وتهتف :
لبيك يا عراق .. لبيك يا عراق.
اقشعر بدنه لهذا المنظر الرهيب , ما الذي يحدث؟ سأل احدهم كان متوجها لبلوغ التجمهر , أجابه بحرقة ودموع : (مصطفى) استُشهد .
استشهد ؟؟!! أين؟ تساءل في نفسه , لم اعرف بمصطفى انه ذهب للقتال ضد تنظيم داعش !
ازدحمت الأسئلة في رأسه والصرخات والرصاص تشوش تفكيره , امسك بيد شاب مرَّ بجانبه سأله :
- أين استشهد ؟
اجابه :
- في المظاهرات .
أصابه الذهول . في المظاهرات !
كيف ؟ لماذا؟ ومن قتله؟ المظاهرات سلمية لماذا يطلقون عليهم الرصاص ؟
لحظةٌ مرّت تذكر ولداه (علي) ابنه الأكبر الذي تخرج العام الماضي ويبحث عن عمل او وظيفة يساعد بها عائلته , و(احمد) الذي دخل حديثا في كلية الهندسة .
صرخ بصوت (الله اكبر) اختلطت صرخته بصرخات المتجمعين وهتافاتهم .
دخل بيته مسرعا ليجلب هاتفه ويتصل على أبنائه ليطمئن قلبه المحترق , اتصل عليهم لم يجب احد , كرر الاتصال عشرات المرات دون جدوى .
لم يحس بقدميه تحملانه , لكنه استجمع قواه وخرج لعل يجد جوابا ممن كانوا هناك, يزداد صوت الهتاف بشكل اقوى واعلى :
لبيك يا عراق
سمع هتاف آخر
(هايه شبابك يا وطن هايه .. ضحت بدمها ورفعت الراية)
وقف لحظات ليرى ابنه (علي) يحمل نعش صديقه مصطفى (رحمه الله) ,فشهق شهقة وأغمي عليه .
.
.
القصة حصريا لـ(منتديات شباب الرافدين)نهض فزِعاً من قيلولته كأنه رأى كابوساً مُرعباً صوت رصاص وقنابل ودخان وصرخات تعلو ودماء في كل مكان , كأنه استذكر في منامه احد أيام الحروب التي فُرضت عليه , ليكون احد جنودها قبل أن يبلغ عقده الخمسين .
حاول أن يستجمع شتات ذهنه نظر إلى الساعة المُعلقة في غرفته وجدها لم تبلغ الرابعة , استغرب لوقت استيقاظه غير المعتاد .
وقف معتدلاً وخطا خطوات نحو باب الغرفة محاولا استنهاض ذاكرته ,أهو في حلم ام في حقيقة ؟
وما زالت الأصوات نفسها رصاص .. قنابل .. ومنبه سيارة الإسعاف يصدح بشكل يكاد يكون متواصلا.
هذه الأصوات ليست حُلما إنها حقيقة تتأكد له كلما اقترب من الباب الخارجي لبيته , لم يكن هناك أحد في البيت ليسأله , ولداه في التظاهرات لاستعادة الوطن من الخونة والفاسدين ,زوجته وابنته في بيت جدها .
تتعالى الأصوات أكثر فأكثر رصاص ..صوت الإسعاف .. صرخات .. بكاء .. خرج إلى الشارع رأى تجمهرا أمام بيوت أحد جيرانه الذي يبعد مسافة عن بيته , شباب ,شيوخ , ونساء يبكون ويصرخون وثلة ترفع العلم العراقي وتهتف :
لبيك يا عراق .. لبيك يا عراق.
اقشعر بدنه لهذا المنظر الرهيب , ما الذي يحدث؟ سأل احدهم كان متوجها لبلوغ التجمهر , أجابه بحرقة ودموع : (مصطفى) استُشهد .
استشهد ؟؟!! أين؟ تساءل في نفسه , لم اعرف بمصطفى انه ذهب للقتال ضد تنظيم داعش !
ازدحمت الأسئلة في رأسه والصرخات والرصاص تشوش تفكيره , امسك بيد شاب مرَّ بجانبه سأله :
- أين استشهد ؟
اجابه :
- في المظاهرات .
أصابه الذهول . في المظاهرات !
كيف ؟ لماذا؟ ومن قتله؟ المظاهرات سلمية لماذا يطلقون عليهم الرصاص ؟
لحظةٌ مرّت تذكر ولداه (علي) ابنه الأكبر الذي تخرج العام الماضي ويبحث عن عمل او وظيفة يساعد بها عائلته , و(احمد) الذي دخل حديثا في كلية الهندسة .
صرخ بصوت (الله اكبر) اختلطت صرخته بصرخات المتجمعين وهتافاتهم .
دخل بيته مسرعا ليجلب هاتفه ويتصل على أبنائه ليطمئن قلبه المحترق , اتصل عليهم لم يجب احد , كرر الاتصال عشرات المرات دون جدوى .
لم يحس بقدميه تحملانه , لكنه استجمع قواه وخرج لعل يجد جوابا ممن كانوا هناك, يزداد صوت الهتاف بشكل اقوى واعلى :
لبيك يا عراق
سمع هتاف آخر
(هايه شبابك يا وطن هايه .. ضحت بدمها ورفعت الراية)
وقف لحظات ليرى ابنه (علي) يحمل نعش صديقه مصطفى (رحمه الله) ,فشهق شهقة وأغمي عليه .
.
.
* حدث القصة حقيقي .
* علي الابن اصيب بمرض السكري بسبب ما شاهده في ذلك اليوم .
*الاب واولاده ما زالوا متواصلين بالتظاهر والاعتصام .
التعديل الأخير: