وسط متاعب الحياة ومشاغلها، يسعى الكثيرون إلى البحث عن ملاذ للاسترخاء بعيدًا عن صخب المدن.
وبموقعها النائي في صحراء مصر الغربية، وطبيعتها الخلابة، وأساطيرها التاريخية، أصبحت واحة سيوة بمثابة مسعى للباحثين عن تجارب الاستجمام الفريدة.
وإلى جانب رمالها البيضاء الساخنة ذات الخصائص العلاجية، توفر واحة سيوة تجربة مائية مختلفة كلياً عن أي مكان آخر، إذ تمنحك فرصة الاسترخاء بعيون المياه الباردة وسط حرارة الصحراء، ولعل أشهرها هي عين كليوباترا الأسطورية، حيث يُعتقد أن الملكة المصرية سبحت فيها ذات مرة، وفقًا لموقع هيئة تنشيط السياحة المصرية.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال مدون رحلات السفر والمصور المصري، أحمد عماد، إنه يسعى إلى إظهار الجمال الخفي وتنوع الطبيعة الفريدة التي تختص بها واحة سيوة في مصر، والتي لا يزال يجهلها الكثيرون.
ويشير عماد إلى أن عين كليوباترا تُعد أشهر المقاصد السياحية في واحة سيوة.
وتقع عين كليوباترا على بعد 10 دقائق من وسط واحة سيوة، بالقرب من معبد التنبؤات، الذي يُطلق عليه أيضاً "معبد وحي آمون"، أحد أهم المواقع الأثرية في واحة سيوة.
وتُعرف عين كليوباترا أيضًا باسم "عين الشمس"، وتعود تسميتها إلى القرن الخامس قبل الميلاد؛ حيث وصفها المؤرخ "هيرودوت" بهذا الاسم. وتُعرف كذلك باسم "عين جوبا"، والتي تعني عين الملك، نسبًة للاعتقاد أن الاسكندر الأكبر اغتسل فيها في طريقه إلى معبد التنبؤات، ليتوج ابنًا للإله آمون.
وتتميز عين كليوبترا بمياها النقية. ولفت عماد إلى سرها الغريب الذي يجعل مياهها دافئة خلال الشتاء وباردة خلال الصيف.
وتُعتبر العين مصدر المياه الرئيسي لأكثر من 840 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الزراعية في سيوة، وتحيط بها الأشجار والنخيل من جميع الاتجاهات.
أما عن الانطباع الذي تركه الموقع في نفسه، فيقول عماد: "واحة سيوة تُعتبر من أجمل الأماكن، ويوفر الموقع الهواء والراحة وسط طبيعة من أشجار النخيل والعيون المنتشرة، حيث يُقال إن الواحه تحتوي على أكثر من 1000 عين مياه منها ما يُستخدم للزراعة ومنها ما يصلح للشرب".
ويشير عماد أيضًا إلى عين فطناس، التي تُعد من أجمل العيون الموجودة بالواحة والتى تقع وسط جزيرة تحيط بها الكثير من أشجار النخيل، ويبلغ عمقها حوالى سبعة أمتار، ويتواجد بها حوالي عشرة منابع تخرج منها المياه، ويحدها من الغرب بحيرة كبيرة تمتد على بعد حوالي 6 كيلومترات.
