نـ❤ـوٌر الهـ❤ـدى
من أهلنا
الحبار – Cuttlefish
من المعروف أن أسماك الحبار تغير لونها من أجل التخفي عن أعين أعدائها كما تفعل الحرباء، لكن العلماء وجدوا غرضاً آخر تستخدم فيه أسماك الحبار هذه الميزة، فهي تساعدها في تحديد شركائها المحتملين من الجنس الآخر.
تعمل ذكور (الحبار الحزين) أو Mourning Cuttlefish على تلوين جسدها بخطوط بيضاء لامعة على عكس إناث هذا النوع من الحبار التي يتلون جسدها بنمط عشوائي. لتأتي بعض الذكور الضعيفة وتستغل نمطي التمويه المختلفين هذين للذكور والإناث، وتحاول سرقة أقران الذكور المهيمنة
عندما تكون ذكور وإناث الحبار مستعدة للتكاثر، فهي تجتمع ضمن مجموعات، وإن هذه المجموعات تحوي ذكوراً أكثر من الإناث، وهذا ما يجعل الإناث أكثر انتقائية ويجعلها تميل للذكور المهيمنة ضمن المجموعة، وهذا بدوره يقلل من فرص الذكور الأخرى.
وهنا لا يبقى للذكور الضعيفة سوى استخدام الطرق الملتوية لتتمكن من تلقيح بيوض إحدى إناث المجموعة، فهي تستغل جهود الذكور المهيمنة لجعل الإناث في مزاج جيد للتزاوج، وتتركها تنهي الجزء الأصعب لتتدخل هي بعدها بدهاء بعدها!
يسبح الذكر الضعيف بين الذكر والأنثى اللذين يقومان بإغراء بعضهما البعض، مظهراً نمطين مختلفين على جسده لكلا الذكر والأنثى المحيطين به. فهو يظهر للأنثى تلك الخطوط البيضاء اللامعة التي تميز الذكور، ويظهر النمط العشوائي الذي يميز الإناث للذكر الذي بجانبه، وهذا لن يشكل أي إزعاج للذكر المهيمن، فلن تزعجه فكرة أنثى أخرى تسبح في الجوار. وفي هذا الأثناء يقوم هذا الذكر المتخفي بتلقيح بيوض الأنثى دون أن يدري أحد بأمره، وعلى ما يبدو فإن هذه الطريقة تؤتي ثمارها، فحسب إحدى الدراسات فإن الذكور بطريقة التخفي هذه تنجح أكثر في تلقيح بيوض الإناث بما نسبته 80% مقارنة بالذكور المهيمنة.